يستذكر فيلم "على حافة النسيان" مجموعة من دور السينما في عمّان التي أُغلقت لعدة عوامل. وجاءت جائحة كورونا كي تزيد حال الصالات سوءًا.
ويروي مخرج الفيلم عبد الهادي الركب لـ"التلفزيون العربي" قصة الفيلم، الذي انطلقت فكرته من وحي ما تحدث عنه الناقد والمؤرخ سميح أبو شيخة عن صالة سينما البتراء، وهي واحدة من الصالات الأهم وسط العاصمة الأردنية عمان. ويشير إلى أن الصالة شهدت عام 1943 زيارة الفنانة العظيمة أسمهان وشقيقها الملحن فريد الأطرش، لكنها تعرضت للإغلاق والهدم.
نظر المخرج السوري إلى إغلاق صالة البتراء بوصفه إشارة لاندثار أهميتها، فبدأ يسعى للإشارة لهذه الأهمية. وفي شارة فيلمه "على حافة النسيان"، تعمّد استخدام أغنية "يا طيور" لأسمهان للتذكير بأهمية الصالة، وكذلك للتذكير بأن القامة الفنية العظيمة زارت الصالة ومشت في شوارع عمان، بحسب ما يقول.
ويكشف المخرج أنّه تمكن من تنفيذ فيلمه بعد حصوله على منحة من مجلة "واو البلد" التي تعنى بالمشهد الثقافي، حيث قدم فكرته لتوثيق حال صالات السينما التي تغطيها الغبار.
وتشكل دور السينما بالنسبة للمخرج إرثًا حقيقيًا ومهمًا، يخشى من زواله في حال عدم حمايته. فبعد أن تعمد سؤال الشباب تفاجأ الركب أن جزءًا كبيرًا منهم لم يدخل السينما، وهو يدعوهم للإضاءة بعدساتهم على المعالم التاريخية.
وأجريت معظم مقابلات الفيلم مع كبار في السن، وذلك نظرًا لأهمية هذه الفئة بصناعة ليالي السينما في تلك الفترة. ويتحدث المخرج عن شعور هؤلاء بالحزن والخذلان لما وصلت إليه حال السينما في الأردن.
ويلفت المخرج الشاب إلى الحاجة لمؤسسات مستقلة تدعم وجود السينما المستقلة الملتزمة، الأمر الذي يخلق توازنًا بين السينما التجارية وتلك الملتزمة، حتى تخرج السينما من النطاق الترفيهي الضيق؛ لتكون وثيقة تاريخية وإنسانية مهمة.