"البحر من أمامكم والفقر من ورائكم"، هي معادلة بدأت تفرض نفسها على المواطنين في لبنان، ممن يفضلون ركوب البحر على معاناة اليابسة، في ظل غياب آفاق الحل.
وتنشط رحلات القوارب التي تقل المهاجرين من الجنسية اللبنانية والفلسطينية والسورية من الشمال اللبناني، وينجح بعضهم بالوصول إلى وجهتهم، على عكس آخرين.
غياب الإنماء المتوازن
وبعد استطلاع "العربي" آراء أهالي من غادروا لبنان عبر البحر، يتبيّن أن تدهور الأوضاع الاقتصادية دفع الفقراء إلى المجازفة بالهجرة عبر البحر بأعداد كبيرة لا يمكن إحصاؤها.
ويرى مختار بلدة ببنين شمالي لبنان زاهر كسار، أنه "لا يمكن إحصاء عدد المهاجرين وهي في ازدياد مستمر".
ويشدد كسار في حديث إلى "العربي"، على أنه إذا بقيت الأمور الاقتصادية على حالها دون أي حل، "لن يبقى أي أحد في لبنان".
وتتمركز النسبة الأكبر من المهاجرين في شمالي لبنان، ما يلقي الضوء على غياب الإنماء المتوازن على مختلف الأراضي اللبنانية.
ويؤكد النائب اللبناني أحمد الخير، في حديث إلى "العربي" هذه النقطة، قائلًا: "مناطق الشمال حُرمت من الإنماء توازيًا مع باقي المدن اللبنانية".
استغلال الأزمة
في هذا السياق، يعتبر المدير التنفيذي لشبكة المنظمات العربية زياد عبد الصمد أن "الانهيار المتصاعد بلبنان على أكثر من صعيد اجتماعي واقتصادي، وفي ظل غياب الأفق والمعالجات، سيؤدي إلى ازدياد الهجرة عبر البحر".
ويقول عبد الصمد، في حديث إلى "العربي" من بيروت: "الميسورون والمتعلمون يهاجرون بسرعة عبر إيجاد عمل في الخارج، لكن الفقراء الذين لا يملكون الحلول يرمون أنفسهم في البحر".
ويضيف: "هناك تجار يستغلون الظروف المعيشية ويساهمون مقابل قليل من المال بمساعدة تدفق الهجرة إلى أوروبا".
ويتابع قائلًا: "من الصعب إعطاء أرقام للهجرة، وهناك الكثير من المواطنين الذين يلجؤون للهجرة غير النظامية".