طالب الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، بفتح تحقيق في جريمة قتل الفتى غيث يامين (16 عامًا)، من نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، قد أعلنت أمس الأربعاء عن استشهاد الفتى يامين، متأثرًا بجروح حرجة أصيب بها برصاص الاحتلال الإسرائيلي، في منطقة مقام يوسف بنابلس.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان صحافي: "حزينون لمقتل غيث يامين البالغ من العمر 16 عامًا، بعد إصابته برصاص القوات الإسرائيلية في رأسه، وإصابة 88 فلسطينيًا من بينهم موظفون في الهلال الأحمر خلال مواجهات عنيفة في نابلس".
وشدد على ضرورة حماية الأطفال في جميع الظروف، مضيفًا: "يجب التحقيق في هذا الحادث وضمان المساءلة الكاملة".
شهيد وعشرات الإصابات خلال اقتحام قوات الاحتلال منطقة "قبر يوسف" في #نابلس#فلسطين تقرير: عادل ضيف الله pic.twitter.com/7rGMFmJ2RR
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 25, 2022
استمرار الاعتداءات الإسرائيلية
يأتي هذا فيما يستمر الاحتلال الإسرائيلي في تصعيد إجراءاته في الأراضي الفلسطينية، حيث شنت قواته ليل الأربعاء والخميس، حملة اعتقالات واسعة، طالت 31 مواطنًا من الضفة.
وفي سياق متصل، أُصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح ورضوض، اليوم الخميس، في هجوم للمستوطنين على منازل المواطنين في بلدة برقة شمال غرب نابلس.
وأفاد مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس أحمد جبريل، لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، بأن طواقم إسعاف الهلال نقلت 3 إصابات إلى المستشفى، نتيجة اعتداء المستوطنين عليهم في برقة.
من جهته، أفاد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، بأن مجموعة من المستوطنين هاجمت المنازل على مدخل بلدة برقة بالحجارة، واستهدفت عددًا من المركبات في المنطقة.
وأضاف أن المنطقة تشهد توترًا في ظل انتشار مجموعات المستوطنين وبحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
"مسيرة الأعلام" واقتحام الأقصى
ولم يختلف الوضع في القدس عن سابقه، حيث اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت "وفا" بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى المبارك على شكل مجموعات من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوسًا تلمودية ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
وعلى مدار الأسبوع تتوالى الدعوات للاعتكاف في المسجد الأقصى، بدءًا من غد الجمعة، ردًا على دعوات المستوطنين لاقتحام مركزي ومكثف للمسجد في ما يسمى "يوم توحيد القدس".
وسنويًا، ينظم نشطاء يهود ومستوطنون "مسيرة الأعلام" بالقدس في 29 مايو/ أيار لإحياء يوم "توحيد القدس"، وهي ذكرى ضم إسرائيل الجزء الشرقي من المدينة، بعد احتلاله في حرب يونيو/ حزيران 1967.
وتنطلق المسيرة من القدس الغربية، بمشاركة آلاف المستوطنين، ومن المقرر أن تمر عبر منطقة باب العامود في القدس الشرقية المحتلة.
فشل الاحتلال في ضم القدس
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن تحويل القدس إلى ثكنة عسكرية تحت شعار "حماية مسيرة الأعلام"، يُسقط أية شرعية مزعومة للاحتلال في القدس، ويثبت من جديد أن القدس الشرقية مدينة محتلة وجزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة.
والأربعاء، أمر قائد الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي، بنشر الآلاف من رجاله في القدس الشرقية والمدن المختلطة، قبل أيام من انطلاق مسيرة استفزازية ينظمها مستوطنون متطرفون، فيما نشر الجيش منظومة "القبة الحديدية "قرب الحدود مع قطاع غزة، بحسب إعلام عبري.
وأدانت الخارجية، إصرار الحكومة الإسرائيلية على المضي في تنظيم ما يسمى بـ"مسيرة الأعلام" في القدس، واعتبرها جزءًا لا يتجزأ من تصعيد العدوان الإسرائيلي على المدينة المقدسة ومواطنيها ومقدساتها، وتحديا سافر للمطالبات والمواقف الدولية والأميركية الهادفة لوقف التصعيد وتهدئة الأوضاع.
وحملت الخارجية، الحكومة الإسرائيلية برئاسة المتطرف نفتالي بينت المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات هذه المسيرة الاستفزازية.
مسيرة الأعلام تقترب.. فصائل المقاومة تحذر من معركة جديدة، والاحتلال يرفع حالة التأهب#فلسطين #القدس تقرير: محمد الشياظمي pic.twitter.com/w2DEK7X5pB
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 26, 2022
"لا سيادة على القدس سوى للفلسطينيين"
من جهته، أكد محافظ القدس عدنان غيث، أن مسيرة الأعلام الاستفزازية التي ينوي الاحتلال تنفيذها في 29 مايو/ أيار الجاري، لن تثني الفلسطينيين عن مواصلة الرباط والدفاع عن هذه الأرض.
وقال غيث في حديث لإذاعة "صوت فلسطين"، اليوم الخميس، إن الاحتلال يمارس البلطجة بالقوة العسكرية عبر إجراءاته العنصرية لفرض السيادة على القدس المحتلة، مؤكدًا أن لا سيادة على المدينة المقدسة سوى للفلسطينيين.
وشدد على أن ما يجري في القدس المحتلة من هدم للمنازل وتشريد الأهالي وحملة الاعتقالات واقتحامات المسجد الأقصى يتنافى مع الأعراف والمواثيق الدولية.
من ناحيتها، دعت دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في القدس، للتصدي لمسيرة الأعلام التي ينوي المستوطنون تنفيذها الأحد المقبل.
وحثت حركة "فتح"، أبناء الشعب الفلسطيني على الرباط في المسجد الأقصى المبارك، وتكثيف رفع الأعلام الفلسطينية في أزقة وشوارع البلدة القديمة من القدس.
والأربعاء، حذرت الرئاسة وفصائل فلسطينية، من أن سماح إسرائيل للمستوطنين بتنظيم "مسيرة الأعلام"، سيؤدي إلى مزيد من "التوتر وتفجير الأوضاع".
في غضون ذلك، تواصل إسرائيل اعتداءاتها على الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث استهدفت قواتها، اليوم الخميس، بنيران رشاشاتها وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت المزارعين شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وكانت قوات الاحتلال أطلقت فجرًا النار والغاز تجاه الأراضي الزراعية شرق المحافظة الوسطى من القطاع.