الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

على وقع تصعيد ميداني.. هل تنجح الاتصالات بين واشنطن وموسكو بشأن أوكرانيا؟

على وقع تصعيد ميداني.. هل تنجح الاتصالات بين واشنطن وموسكو بشأن أوكرانيا؟

شارك القصة

فقرة إخبارية تتناول الاتصالات الأميركية الروسية بشأن خفض التصعيد في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
أكّدت موسكو الانفتاح على واشنطن لخفض التصعيد في أوكرانيا فيما نقلت تقارير أميركية أن مستشار الأمن القومي أجرى مباحثات مع مسؤولين روسيين رفيعي المستوى.

تتواصل المعارك في أوكرانيا بالتوازي مع حراك أميركي لخفض التصعيد. وقد تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعدم تخلي قواته ولو عن "سنتيمتر واحد" في المعارك الدائرة للسيطرة على منطقة دونيتسك الشرقية بينما تحدث مسؤولون عينتهم روسيا عن اقتحام قوات أوكرانية بلدة جنوبية بالدبابات.

وتقع النقاط المحورية للصراع في المنطقة الصناعية في دونيتسك حول بلدات باخموت وسوليدار وأفدييفكا، مسرح أعنف قتال في أوكرانيا منذ بدء هجوم القوات الروسية في أواخر فبراير/ شباط.

وقال زيلينسكي في خطابه المصور ليل الثلاثاء: "المحتلون لا يزالون نشطين للغاية- عشرات الهجمات كل يوم"، مضيفًا: "إنهم يتكبدون خسائر كبيرة للغاية. لكن الأمر لا يزال كما هو - التقدم صوب الحدود الإدارية لمنطقة دونيتسك. لن نتخلى عن سنتيمتر واحد من أرضنا".

وهذه المنطقة هي واحدة من أربع مناطق أعلنت روسيا أنها ضمتها في أواخر سبتمبر/ أيلول. ويستمر فيها القتال بين الجيش الأوكراني وقوات تعمل بالوكالة عن روسيا منذ عام 2014، وهو العام نفسه الذي ضمت فيه موسكو شبه جزيرة القرم في الجنوب.

قتال شرقي ميكولايف

في غضون ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن رئيس بلدية عينته روسيا في بلدة سنيهوريفكا شرقي مدينة ميكولايف الجنوبية قوله أمس الثلاثاء: "إن السكان شاهدوا الدبابات وإن القتال العنيف مستمر".

وقال رئيس البلدية يوري باراباشوف: "قالوا (السكان) إن هناك دبابات تتحرك في الأنحاء، ووفقا لمعلوماتهم، فإن قتالًا عنيفًا مندلع على أطراف البلدة". وأضاف لوكالة الإعلام الروسية: "الناس رأوا هذا العتاد يتحرك في شوارع وسط المدينة".

وقال كيريل ستريموسوف، نائب رئيس الإدارة الروسية في منطقة خيرسون، على تطبيق تلغرام إن القوات الأوكرانية حاولت التقدم على ثلاث جبهات، منها سنيهوريفكا.

من جهته، أشار فيتالي كيم، الحاكم الأوكراني لمنطقة ميكولايف، إلى أن القوات الأوكرانية قد طردت بالفعل القوات الروسية من المنطقة. وقال في بيان على تلغرام: "القوات الروسية تشكو من طردها بالفعل من هناك". ولم ترد أنباء رسمية عن الوضع في المدينة من مسؤولين عسكريين في أوكرانيا أو روسيا.

 انقطاع الكهرباء

ولفت زيلينسكي في خطابه إلى أن الكهرباء انقطعت عن نحو أربعة ملايين شخص في 14 منطقة بالإضافة إلى العاصمة كييف. وقالت شركة "أورينرجو" المشغلة للشبكة الكهربائية الأوكرانية إن انقطاع التيار الكهربائي المقرر كل ساعة سيؤثر على البلاد بأكملها اليوم الأربعاء.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، استهدفت هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار الروسية البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مع اقتراب فصل الشتاء عندما تنخفض درجات الحرارة المتوسطة عادة إلى عدة درجات تحت الصفر وأحيانًا إلى سالب 20.

موسكو منفتحة على الحوار 

وبعيدًا عن لهيب الميدان، أكّدت موسكو الانفتاح على واشنطن لخفض التصعيد في أوكرانيا في وقت نقلت فيه تقارير أميركية أن مستشار الأمن القومي جاك سوليفان أجرى مباحثات مع مسؤولين رفيعي المستوى في روسيا. 

أمّا كييف فقد أكّدت من جانبها أن أي محادثات ينبغي أن تكون على أساس عدم المس من وحدة أراضيها.

فبعد أشهر من إعلان الدعم السياسي والعسكري لكييف تطالب أميركا أوكرانيا بالانفتاح على روسيا. وقد حث مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان كييف للتواصل مع موسكو لما سمّاه الحد من مخاطر الحرب وتقليص اللجوء إلى السلاح النووي، وهي دعوة تطبقها الإدارة الأميركية عمليًا وقالت إنها تتواصل مع روسيا على مستوى عال للغرض نفسه وللإبلاغ عن العواقب المحتملة لاستخدام أسلحة نووية مع التأكيد على ثبات موقفها من دعم أوكرانيا. 

وقد ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن دولًا غربية ترغب أيضًا في فتح قنوات حوار مع موسكو لكنها تتجنب الإفصاح عن ذلك تفاديًا لغضب كييف. 

وقد سبق وعبّر زيلينسكي عن الموقف الأوكراني رسميًا عندما وقّع على قرار بشأن استحالة إجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن أحد كبار المسؤولين الأوكرانيين وعلى ضوء ما تحرّر للعلن عاد وقال إن كييف لن ترفض قط التفاوض مع موسكو وهي مستعدة لإجراء محادثات مع رئيسها المستقبلي. 

انتهاء المواجهة المباشرة

أمّا الجانب الروسي وإن بدا متحفظًا عن ما نشرته وسائل إعلام غربية في هذا السياق، لكن أكّد على لسان المتحدث الرسيم باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن موسكو منفتحة على المفاوضات مع أوكرانيا.

من جهته، اعتبر أستاذ النزاعات الدولية بمعهد الدوحة إبراهيم فريحات أن الانفتاح على الحوار يشير إلى انتهاء مرحلة المواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا. 

ولفت فريحات في حديث إلى "العربي" من الدوحة إلى أنه "إذا كان الخيار بين خسارة ما تبقى من مناطق دونباس واستخدام السلاح النووي، فإن الرئيس الروسي جاهز لمثل هذا القرار وهو ما سيضع الولايات المتحدة في موقف لا تُحسد عليه حيث سيكون الرد الأميركي إمّا بإعطاء أوكرانيا السلاح النووي وهو أمر غير وارد، أو أن توجه ضربة قاسمة للأسطول الروسي في البحر أو للجيش الروسي في أوكرانيا وهذا يعني دخول الولايات المتحدة إلى حرب مباشرة مع روسيا".

كما أشار فريحات إلى أن الولايات المتحدة حققت الكثير من المكاسب في هذه الحرب منها أنها أوصلت الناتو إلى حدود روسيا بدخول دول مثل السويد وفنلندا إلى الحلف. كما لقنت روسيا درسًا لعدم تكرار ما فعلته مع أوكرانيا مع أي دولة أوروبية أخرى، وهو ما دفعها نحو الحوار.

وتحدث عن تأثير الانتخابات النصفية للكونغرس على القرار الأميركي، حيث أن سيطرة الجمهوريين تعني أن أميركا لن تستطيع توفير الدعم لأوكرانيا كما تفعل الآن.  

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close