أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الأربعاء، إخلاء مستشفى ميداني تابع لها بمنطقة مواصي رفح، ونقله إلى منطقة مواصي خانيونس، بسبب الاستهدافات الإسرائيلية المتلاحقة جنوب قطاع غزة في وقت تتواصل فيه عمليات النزوح.
وأوضحت الجمعية في بيان لها أن طواقمها أخلت مستشفى القدس الميداني من منطقة مواصي رفح إلى منطقة مواصي خانيونس.
ازدياد حجم تهديدات الاحتلال الإسرائيلي
وشدّدت الجمعية على أن هذه الخطوة جاءت بعد ازدياد حجم تهديدات الاحتلال الإسرائيلي واستمرار القصف المدفعي والجوي في محيطه، وإخلاء المنطقة المحيطة به من السكان تمامًا.
وتنقسم المواصي إلى منطقتين متصلتين جغرافيًا، تتبع إحداهما لمحافظة خانيونس، وتقع في أقصى الجنوب الغربي من المحافظة، في حين تتبع الثانية محافظة رفح.
والمواصي مناطق رملية على امتداد الخط الساحلي، تمتد بشكل عام من جنوب غرب دير البلح وسط القطاع، مرورًا بغرب خانيونس حتى غرب رفح جنوب القطاع.
يأتي ذلك عقب ارتكاب الجيش الإسرائيلي مجازر بخيام النازحين بمدينة رفح خلال الساعات الـ48 الماضية، أسفرت عن استشهاد 72 فلسطينيًا بحسب مصادر فلسطينية.
وسبق وأعلنت وزارة الصحة في القطاع، الثلاثاء، خروج جميع مستشفيات رفح عن الخدمة باستثناء مستشفى واحد متخصص بالولادة، جراء عمليات الجيش الإسرائيلي في المدينة.
ووقعت المجازر الأخيرة برفح رغم إصدار محكمة العدل الدولية، الجمعة، تدابير مؤقتة جديدة تطالب إسرائيل بأن "توقف فورًا هجومها على رفح"، و"تحافظ على فتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات لغزة"، و"تقدم تقريرًا للمحكمة خلال شهر عن الخطوات التي اتخذتها".
عمليات النزوح متواصلة
وفي هذا السياق، أفاد مراسل "العربي" صالح الناطور بأنّ مناطق غرب مدينة رفح تشهد تصعيدًا إسرائيليًا عبر اشتداد القصف المدفعي على تلك المناطق، حيث تركز القصف على حي تل السلطان، الذي يضم الكتلة السكانية الأكبر تحديدًا في المناطق الغربية.
وأضاف المراسل من منطقة المواصي في رفح أنه في ظل اشتداد القصف الإسرائيلي تتواصل عمليات النزوح للعائلات الفلسطينية خارج المدينة، مشيرًا إلى أنّ المناطق الأخرى ليست بأفضل حال، فهي تعاني من صعوبة في توفر المياه الصالحة للشرب والخدمات الأخرى.
ونوه المراسل، إلى أن "الأهالي يتنقلون من المواصي إلى خانيونس أو وسط القطاع في دير البلح".
وأشار إلى أن القصف الإسرائيلي تسبب باندلاع حريق في رفح، منوهًا إلى أنه "جرى إخلاء مستشفى في مدينة رفح وهو مستشفى القدس الميداني حيث أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي تديره لنقله إلى منطقة أخرى".
ومضى يقول: "في خانيونس التي تعرضت لدمار في البنية التحتية، عاد بعض النازحين لكنهم يجدون صعوبة في المكوث هناك بسبب نقص الوقود وخدمات مياه الشرب حتى أن خطوط الصرف الصحي مدمرة".
وتابع قائلًا: "هناك نحو مليون نازح توجهوا من مدينة رفح إلى خانيونس والمواصي خلال الأسابيع الماضية".