الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

"عنف وإقصاء الآخر".. تأثير خطير لإدمان ألعاب الفيديو على حياة المراهقين

"عنف وإقصاء الآخر".. تأثير خطير لإدمان ألعاب الفيديو على حياة المراهقين

شارك القصة

يناقش "صباح جديد" خطورة ألعاب الفيديو على حياة المراهقين والأطفال (الصورة: غيتي)
تشير الدراسات إلى أنه بين ما تعمل الألعاب على تحسين قدرة الشخص على التركيز، فهي تؤدي أيضًا إلى تغييرات وظيفية وهيكلية في نظام المكافأة العصبية بشكل أساسي.

في وقت يجمع فيه خبراء الصحة على أن إدمان المراهقين على ألعاب الفيديو بات يمثل مشكلة حقيقية، تناقلت وسائل إعلام باكستانية مؤخرًا خبرًا صادمًا لمراهق قتل 4 من أفراد عائلته متأثرًا باللعبة الشهيرة "بابجي"، بعد أن ظن أنهم سيعودون إلى الحياة فيما بعد.

وكان الشاب يعيش في عزلة تامة في غرفته مدمنًا على اللعبة، لدرجة أنه اعتقد أن ما يحدث في اللعبة سيحدث تمامًا على أرض الواقع، وفق ما أكد المسؤول المكلف بالتحقيق لصحيفة "دوان" الباكستانية.

وكانت هيئة تنظيم الاتصالات في باكستان قد حظرت سابقًا اللعبة لفترة مؤقتة إثر شكاوى الجمهور من العنف الشديد فيها، كما تم حظر اللعبة بشكل مؤقت أو دائم في دول أخرى بما في ذلك، الصين والهند.

وتحظى لعبة الـ"بابجي" بشعبية كبيرة لدى المراهقين وأفراد الجيل الأصغر، وهي لعبة قتالية يتم فيها تجهيز الشخصيات الافتراضية بأسلحة نارية، والهدف هو أن يقتل اللاعب أكبر عدد من خصومه ليبقى وحيدًا فيها حتى النهاية.

وعندما أضافت منظمة الصحة العالمية اضطراب الألعاب إلى تصنيفها الدولي للأمراض في عام 2018، جادل المتنازعون حول ذلك بأن الإفراط في اللعب هو مجرد عرض لمشاكل أكبر.

وتشير الدراسات إلى أنه بينما تعمل الألعاب على تحسين قدرة الشخص على التركيز على المهام وصقل مهاراته البصرية المكانية، فإنها تؤدي أيضًا إلى تغييرات وظيفية وهيكلية في نظام المكافأة العصبية بشكل أساسي، فبمجرد أن تكافئ الألعاب اللاعبين سوف يتوقون إلى المزيد من المكافآت مما يجعلهم أسرى لهذا العالم الوهمي.

الإدمان على الألعاب

وفي هذا الإطار، أوضح الاختصاصي في علم النفس الاجتماعي محسن بن زاكور أنّ مشكلة الإدمان على الألعاب الإلكترونية لا تكمن في اللعبة، بل حين يتقمص الفرد شخصيات اللعبة، لا سيما المحاربة والعدوانية منها، ما يدفعه لممارسة فعل الإجرام وإقصاء الآخر.

وأضاف بن زاكور  في حديث إلى "العربي" من العاصمة المغربية الرباط، أن إدمان الألعاب يكرس في ذهنية اللاعب أنه قادر على ممارسة العنف والتلذذ به.

وأشار إلى أن الدراسات أثبتت أن 70% من الأطفال يلعبون الألعاب الإلكترونية بمعدل يفوق الـ3 ساعات يوميًا، لافتًا إلى أن في هذه الفترة الزمنية من عمر الإنسان تتأسس المهارات والقدرات التي يحتاجها الفرد حتى يبني شخصيته.

الآثار الجانبية

وحول الآثار الجانبية لألعاب الفيديو على المراهقين، أوضح بن زاكور أن هناك أعراضًا ومؤشرات يمكن للأسرة أن تلاحظها على أبنائها، منها الغضب الذي يظهر عند محاولة العائلة أخذ اللعبة منهم أو الحديث معهم حول ألعاب الفيديو، بالإضافة إلى تراجع المستوى التعليمي والأرق والعزلة المطلقة.

أما المؤشر الأهم حسب الاختصاصي في علم النفس الاجتماعي فهو عدد الساعات التي يقضيها المراهق في ممارسة اللعبة، بالإضافة إلى ممارسته بعض السلوكيات اللاأخلاقية كالسرقة.

وشدد على ضرورة الوقاية من إدمان الألعاب الإلكترونية، من خلال المراقبة العائلية للأبناء، وعدم إعطاء الأطفال الهواتف قبل السن المسموح بها، وتحديد ساعات استخدام الانترنت، بالإضافة لضرورة التواصل الأهل مع أطفالهم بطريقة سلسلة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close