طالبت عائلات مئات الجنود الإسرائيليين الذين يقاتلون في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، أبناءهم بإلقاء السلاح "فورًا" والعودة إلى منازلهم، وذلك وفق رسالة وجهتها العائلات لوزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي.
وانتقدت عائلات الجنود في الرسالة قرار الكنيست (البرلمان) بالموافقة على القانون الذي يتساهل مع اليهود المتدينين بشأن الخدمة في الجيش، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.
وقالت الصحيفة: "خاطبت مئات من عائلات الجنود الإسرائيليين غالانت وهاليفي في رسالة مفتوحة، انتقدوا فيها قرار الكنيست بالموافقة على القانون الذي يعفي المتدينين من الخدمة في الجيش".
وأضافت: "كتبوا (العائلات) أنهم لم يعودوا يدعمون القتال في غزة".
واقتبست الصحيفة من الرسالة قول العائلات: "نبلغ أبناءنا الجنود أنه يجب عليهم وقف القتال الآن، وإلقاء أسلحتهم والعودة إلى منازلهم على الفور".
"الحكومة تخون مواطنيها"
وأضافت العائلات: "من غير المعقول أن يتم تمرير قانون مثل هذا، بينما يضحي الجنود الشجعان بحياتهم"، وفق الرسالة.
واتهمت العائلات "الحكومة بخيانة مواطنيها، وتسليم حياة أبنائنا، ولكن من أجل البقاء السياسي تحافظ على حياة الآخرين آمنة".
وصادق الكنيست الإسرائيلي بأغلبية 63 عضوًا مقابل معارضة 57 بالقراءة الأولى على مشروع قانون التجنيد المثير للجدل، وما زال يتعين التصويت بقراءتين ثانية وثالثة على مشروع القانون حتى يصبح قانونًا ناجزًا.
ومنذ 27 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، شنت إسرائيل عملية برية على قطاع غزة.
ووفقًا لمعطيات الجيش الإسرائيلي، يرتفع عدد الجنود القتلى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 650، بينهم 298 بالمعارك البرية التي بدأت في 27 من الشهر نفسه.
كما تشير المعطيات إلى إصابة 2786 ضابطًا وجنديًا منذ بداية الحرب، بينهم 1917 بالمعارك البرية.
تجنيد جديد
والثلاثاء، قال الكنيست: "يقترح مشروع القانون المعني نموذجًا جديدًا للتجنيد في الجيش لطلاب المدارس الدينية وخريجي المؤسسات التعليمية الدينية، مع زيادة بطيئة للغاية في معدلات التجنيد".
وأضاف: "ويقترح مشروع القانون أيضًا خفض السن الحالي للإعفاء من الخدمة الإلزامية لطلاب المدارس الدينية الحريدية، ويسمح بتقصير الخدمة للحريديم الذين يشاركون في التدريب المهني أو يؤدون الخدمة المدنية الوطنية، بدلًا من الخدمة في الجيش الإسرائيلي".
ومنذ 2017، فشلت الحكومات المتعاقبة في التوصل إلى قانون توافقي بشأن تجنيد "الحريديم"، بعد أن ألغت المحكمة العليا قانوًنا شُرّع عام 2015 وقضى بإعفائهم من الخدمة العسكرية، معتبرة أن الإعفاء يمسّ بـ"مبدأ المساواة".
ومنذ ذلك الحين، دأب الكنيست على تمديد إعفائهم من الخدمة العسكرية، ومع نهاية مارس/ آذار الماضي، انتهى سريان أمر أصدرته حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتأجيل تطبيق التجنيد الإلزامي لـ"الحريديم".
وأصدرت المحكمة العليا في فبراير/ شباط الماضي، أمرًا يطالب الحكومة بتوضيح سبب عدم تجنيد "الحريديم".
ويُلزم القانون كل إسرائيلي وإسرائيلية فوق 18 عامًا بالخدمة العسكرية، ولطالما أثار استثناء "الحريديم" من الخدمة جدلًا طوال العقود الماضية.
ويشكل المتدينون اليهود نحو 13% من عدد سكان إسرائيل البالغ قرابة 9.7 ملايين نسمة، وهم لا يخدمون في الجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة.