في يوليو/ تموز الماضي، أُفيد عن اتجاه لبيع زي عسكري يعود لزمن الحرب العالمية الثانية في مزاد علني.
الزي، وبحسب ما أوردته شبكة "سي.إن.إن"، تابع لسلاح الجو الملكي، وقد عُثر عليه ملفوفًا بصفحات جريدة مصفرة تحمل تاريخ العام 1951 في منزل بإحدى قرى مقاطعة إيست ستافوردشاير الإنجليزية.
وقد أعلنت دار "هانسونز" للمزادات في حينه، بأن الطرد لم يُفتح منذ 70 عامًا.
الحرب الأكبر
في الواقع لم يكن هذا الزي المؤلّف من سترة وسروال مخلّفات الحرب العالمية الثانية الوحيدة الحسّية. فقد أقيم عدد من المتاحف لأكبر حرب شهدتها البشرية في تاريخها، بدول مثل: اليابان، وألمانيا، وأوكرانيا، ومصر حيث وقعت معركة العلمين الشهيرة.
والذاكرة الممتدة عبر جيل عايش الحرب، وبعضه شارك فيها، وكذلك المتناقل والمحفوظ حول أهوالها، يضيء كله على 6 سنوات عجاف مرّت على العالم، وانتهت على مستوى المعمورة في الثاني من سبتمبر/ أيلول 1945 باستسلام اليابان.
كيف اشتعل فتيل الحرب العالمية الثانية؟
يُؤرّخ لتلك المرحلة بالإشارة إلى ما أفرزته الحرب الكونية الأولى من تغييرات على المشهد الأوروبي والعالمي، وما انتهت إليه من معاهدات عُدّت مهينة للألمان.
أما الشرارة الأولى لهذه الحرب فتُعزى إلى غزو الزعيم النازي أدولف هتلر لبولندا مطلع سبتمبر/ أيلول من العام 1939.
حينها هبّت كل من فرنسا وبريطانيا لمساندة وارسو، وانتهى الاصطفاف الذي تضافرت إليه دول عدة بينها الولايات المتحدة الأميركية إثر اعتداء اليابان على قطعها البحرية "بيرل هاربر"، إلى انقسام العالم بين معسكرين.
المعسكر الأول: وسمي بدول المحور، احتشدت في صفوفه جهود ألمانيا وإيطاليا واليابان.
أما النقيض فضم "الحلفاء": فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، والصين بدرجة أقل.
وبالنظر إلى مجريات أحداث هذه الحرب التي استمرت حتى العام 1945، فقد شهدت إلى جانب المعارك العسكرية والطلعات الجوية، إقامة معسكرات اعتقال، أبرزها تلك التي أقامها النازيون ضد اليهود.
ضحايا بالملايين
وفي محصّلة الاقتتال الذي دار على مساحات شاسعة من المعمورة، قُدّرت أعداد الضحايا بنحو 60 مليون قتيل بين مدني وعسكري.
أما الذين هُجِّروا، وأُصيبوا، وطالتهم تبعات الحرب من مجاعة وسوء معاملة فيفوق عددهم ذلك بكثير. هذا فضلًا عن الدمار والخسائر في الاقتصاد العالمي.
وفيما انتهت الحرب التي دارت على الأراضي الأوروبية باستسلام النازيين في 8 مايو/ أيار 1945، ظلت الحرب مستمرة خارج القارة العجوز حتى اليوم الذي استسلمت فيه اليابان.
ففي وقت لاحق من ذاك العام، حسم استخدام الولايات المتحدة للسلاح النووي الأمر على جبهة المحيط الهادئ، إثر إلقاء قنبلتين ذريتين على مدينتَي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين.
وما بين إلقاء القنبلة الأولى على هيروشيما في السادس من أغسطس/ أب، والثانية على ناغازاكي في التاسع من الشهر نفسه، قُتل وأُصيب وتشوّه مئات الآلاف من الأشخاص.
وهكذا وجدت طوكيو نفسها أمام مقتل ما يزيد عن 150 ألف ياباني مرغمة على رفع راية الاستسلام، من دون أن يوقف ذلك معاناتها من آثار الإشعاعات التي تركتها القنبلتان.
والوثائق التي أعلنت رسميًا وقف المعارك وُقعت في مثل هذا اليوم قبل 76 عامًا بين الطرفين: اليابان من جهة والحلفاء من جهة أخرى على متن سفينة حربية تحمل اسم "يو. أس. أس. ميسوري"، بعد أن كان إمبراطور اليابان أذاع في الخامس عشر من أغسطس خطاب الاستسلام.