غارات إسرائيلية على غزة.. مشروع قرار جزائري لوقف "القتل في رفح"
استشهد عدد من الفلسطينيين بينهم أطفال وجُرح آخرون ليل الثلاثاء- الأربعاء، في غارات جوية وقصف مدفعي مكثف على أحياء مختلفة في قطاع غزة.
يأتي ذلك في وقت اقترحت فيه الجزائر أمس الثلاثاء، مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي، يُطالب إسرائيل بوقف هجومها على رفح فورًا.
غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة
وأفاد مراسل "العربي" في دير البلح أحمد البطة بأنّ غارات إسرائيلية استهدفت محيط مخيم بدر ودوّار زعرب غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وذلك عقب مجزرتين ارتكبهما الاحتلال على مدى اليومين الماضيين بقصفه مخيمات للنازحين صُنّفت على أنّها مناطق آمنة.
وأضاف أنّ الاحتلال استهدف الحي السعودي في تل السلطان غرب مدينة رفح، بالتزامن مع غارات استهدفت مناطق وسط وغرب المدينة.
وتمركزت دبابات الاحتلال وسط مخيم يبنا بجوار مسجد الهدى في رفح، وقرب مفرق كير وبجوار مسجد علي ابن أبي طالب، وفي مناطق العودة والنجمة والشرقي وفي ملعب برقة وسط مخيم الشابورة، حيث تقصف بين الحين والآخر منازل المواطنين بالقذائف.
وأشارت مصادر محلية إلى أنّ طيران وآليات الاحتلال فتحت الأسلحة الرشاشة باتجاه منازل المواطنين وسط وغرب مدينة رفح، وفي محيط منطقة تل زعرب جنوب غرب المدينة.
وفي جنوب القطاع، استهدف الاحتلال منزلًا لعائلة أبو جزر في منطقة معن جنوب خانيونس، ما أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين بينهم أطفال.
كما استشهد وأُصيب آخرون جراء استهداف الاحتلال منزلًا لعائلة شتات قرب عيادة الحكومة بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وأصيب 5 فلسطينيين في قصف طيران الاحتلال منزلًا لعائلة الغرة في محيط مسجد عبد الله عزام بحي الصبرة في مدينة غزة.
وفي وسط القطاع، استهدف طيران الاحتلال منزلًا لعائلة ياسين في أرض المفتي شمال مخيم النصيرات.
في السياق، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ الطبيب عصام روحي محمد عقل، أحد طواقم مستشفى القدس، استشهد بعد استهداف منزله في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأوضحت أنّه باستشهاد عقل يرتفع عدد شهداء طواقم الجمعية إلى 30 شهيدًا، منهم 17 استشهدوا أثناء أداء واجبهم الإنساني منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 اكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
مشروع قرار جزائري
دبلوماسيًا، وزّعت الجزائر أمس الثلاثاء، على أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يُطالب "بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج الفوري وغير المشروط عن كل الرهائن".
وفي وقت سابق، قال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع للصحفيين بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي حول قطاع غزة: إن الهدف من مشروع القرار هو "وقف القتل في رفح".
وأضاف: إنّ مشروع القرار "سيكون نصًا قصيرًا حاسمًا لوقف القتل في رفح".
ويستخدم نص مشروع القرار الجزائري أقوى لغة في مجلس الأمن، إذ "يُقرّر أنّ على إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال، أن تُوقف على الفور هجومها العسكري وأي تحرك آخر في رفح".
كما يستشهد بالحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي، والذي أمر إسرائيل بوقف هجومها العسكري على رفح على الفور، في حكم طارئ تاريخي في قضية رفعتها جنوب أفريقيا وتتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
وقال دبلوماسيون: إنّ مجلس الأمن قد يُصوّت على مشروع القرار خلال أيام.
وأعرب المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ عن أمله في طرح مشروع القرار الجزائري للتصويت في أقرب وقت ممكن "لأنّ هناك أرواحًا على المحك".
بدوره، قال المندوب الفرنسي نيكولا دو ريفيير: "لقد حان الوقت لهذا المجلس للتحرك واعتماد قرار جديد"، مشددًا على أنّها "مسألة حياة أو موت".
أما المندوبة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد، فقالت إنّها بانتظار الاطلاع على مشروع القرار، وإنّ الرد سيكون بعد ذلك.
ويحتاج قرار المجلس إلى موافقة تسعة أصوات على الأقل وعدم استخدام الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا أو روسيا أو الصين حق النقض (الفيتو).
ووفّرت الولايات المتحدة حتى الآن الحماية لحليفتها إسرائيل، من خلال استخدام حق النقض ضد 3 مشاريع قرارات لمجلس الأمن بشأن الحرب في غزة.
كما امتنعت واشنطن عن التصويت في ثلاث مرات، كان آخرها السماح للمجلس في مارس/ آذار الماضي بإصدار قرار يُطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة.