غارات جديدة و"حزب الله" يردّ.. لبنان يرفع الجاهزية وسط تهديدات إسرائيل

أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية فراس الأبيض، رفع جاهزية القطاع الطبي في كل أرجاء البلاد، وإخضاع 150 مستشفى للتدريب لخطة طوارئ، وذلك بعد تهديدات إسرائيل المتكرّرة بشنّ حرب واسعة على لبنان.

يأتي ذلك في وقت يواصل الإحتلال الإسرائيلي غاراته على بلدات جنوب لبنان، بينما يردّ "حزب الله" باستهداف مواقع عسكرية وقوات الاحتلال على الحدود مع فلسطين المحتلة.

ومنذ بدء التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله" في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شكّلت بيروت لجنة طوارئ حكومية لمواجهة التداعيات، وعكفت وزارة الصحة على رفع جاهزية مرافقها وكوادرها تحسّبًا لتبعات التصعيد.

وإضافة إلى تدريب الطواقم والموظفين على حالات الطوارئ، تنصّ خطّة الصحة اللبنانية، على تقييم احتياجات المستشفيات وتعزيز مهارات فرق الإسعاف وتوفير الدعم النفسي للأطباء والممرضين حال وقوع حرب أوسع.

وقال الأبيض في حديثه لوكالة "الأناضول"، إنّ "لبنان أعلن منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي أنّه لا يريد الحرب، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار من غزة إلى لبنان"، مبديًا أسفه لاستمرار "الكيان الإسرائيلي في التمادي بمزيد من الاعتداءات على لبنان وتوسيعه لاعتداءاته في مناطق عدة بوتيرة متفاوتة".

وأوضح أنّ إسرائيل قصفت أكثر من 15 مركزًا صحيًا في جنوب لبنان، دُمّرت 4 منها بالكامل، كما طال الضرر "ما يزيد عن 30 مركبة صحية تعمل في مجالَي الإسعاف وإطفاء الحرائق".

وأوضح أنّ عدد الشهداء العاملين في القطاع الصحي من مسعفين أو عاملين في إطفاء الحريق، بلغ نحو 27 شهيدًا و94 جريحًا سقطوا جراء الاعتداء علـى المراكز الصحية في لبنان.

قصف متبادل

إلى ذلك، تواصل القصف المتبادل على جبهة لبنان، حيث أغار الطيران الحربي الإسرائيلي صباح اليوم على بلدة مارون الراس في قضاء بنت جبيل، وعلى أطراف بلدة يارون، فيما أطلقت قوات الاحتلال نيران رشاشاتها الثقيلة فجرًا باتجاه الأحراج المتاخمة لبلدة الناقورة في القطاع الغربي.

واستمر تحليق الطيران الاستطلاعي المعادي طوال الليل وحتى الصباح، فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولًا إلى مشارف نهر الليطاني والساحل البحري.

كما حلّقت الطائرات المسيّرة فوق قرى قضاءَي صور وبنت جبيل بكثافة.

وبينما دوّت صفارات الإنذار في عرب العرامشة في الجليل الغربي، أعلن "حزب الله" في بيانين منفصلين، استهداف موقع بياض بليدا التابع لجيش الاحتلال بقذائف المدفعية الثقيلة وإصابته إصابة مباشرة اليوم الخميس.

وكان الحزب قد استهدف أمس الأربعاء، كتيبة الاستخبارات العسكرية 8200 في ثكنة ميتات الإسرائيلية بصلية صاروخية، وكذلك تموضعًا لجنود الاحتلال في موقع العباد بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة.

سياسيًا، اتهم رئيس حزب العمل الإسرائيلي يائير غولان الحكومة الإسرائيلية بالتخلّي عن الشمال بشكل تام، مضيفًا أنّ الشمال ينهار وأنّه لا يوجد أمن ولا إعادة إعمار.

ودعا غولان زعماء المعارضة إلى الترفّع عن الاعتبارات الشخصية والتحرّك المنسّق لتغيير الحكومة.

وتتصاعد الدعوات داخل إسرائيل لإعادة التهدئة إلى الشمال من أجل عودة السكان إلى البيوت.