لا تنتهي المآسي التي خلّفها الزلزال المدمّر في تركيا وسوريا، التي ترصد العدسات بعضها، فيما يبقى البعض الآخر غائبًا عن الصورة إلى حين.
من هذه المآسي، معاناة عائلة سورية التقتها كاميرا "العربي" في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، شرّدها الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، وشمال سوريا، الأسبوع الماضي، مخلفًا آلاف الضحايا والجرحى والمشردين.
وشيدت العائلة على تخوم بلدة نورداغ بالولاية التركية، خيمها، كما أقامت مطبخًا في العراء، أمام أنقاض منزلها المدمر، حيث قضت فتاتان من أفرادها ليلة الزلزال في السادس من فبراير/شباط.
وروى أخ الضحيتين، لمراسل "العربي"، كيف ترقد والدته في المستشفى بعد أن حطم الركام أضلاعها، فيما رسمت الفاجعة معالم الألم على وجه رب العائلة المكلوم.
خسائر المزارعين
وكالعديد من السوريين، لم تصل أي من المساعدات لتلك العائلة، التي شيدت الخيمة من بقايا حطام منزلها، لتصبح دارتها الجديدة في رحلة اللجوء الثانية، بعد أن فر أفرادها من منبج السورية قبل تسع سنوات، خلال الحرب، إلى الأراضي التركية.
أما أرزاق العائلة فلم تسلم أيضًا من هول الكارثة، فقضى الزلزال على عدد من رؤوس الماشية، وبدا الخراب وقد عم مزرعة مجاورة، حيث دفن الزلزال تحت الركام نحو 40 رأسًا من قطعان الماشية، ووزعت الرؤوس الناجية المتبقية على مشردي الزلزال في بلدة نورداغ.
وقال المزارع السوري، خالد العلي لمراسل "العربي" إن ما بين 500 إلى 600 رأس ماشية، تعاني الجوع، جراء فقدان العلف، وسط حاجة ضرورية وماسة إلى شوادر.
ولحماية المتبقي من أكياس الأعلاف، قام المزارع بتخزينها في خيمة سكن العائلة، وذلك لحمايتها من المطر والرطوبة، في ظل أحوال جوية سيئة، وبرد قارس.
وفي أحدث حصيلة، تجاوز عدد ضحايا الزلزال المدمّر 45 ألفًا، إثر انتشال مزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمّرة في البلدين. وبلغ عدد وفيات الزلزال في تركيا أكثر من 39672 قتيلًا، في حين تجاوز العدد في سوريا 5700، إضافة إلى آلاف المصابين.
