نقل موقع "أكسيوس" الأميركي الإخباري الجمعة عن مسؤولين إسرائيليين اثنين لم يذكر اسميهما أن آموس هوكستين أحد كبار مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن سيصل إلى إسرائيل يوم الإثنين في مسعى لمنع التصعيد القائم بين إسرائيل وحزب الله من التحول إلى حرب شاملة.
وشن حزب الله أكبر هجمات صاروخية ضد مواقع عسكرية إسرائيلية على طول الحدود ردًا على اغتيال أحد أبرز قادته العسكريين الميدانيين.
وقال الحزب مساء الجمعة، إنه استهدف مبانيَ يستخدمها جنود الاحتلال في مستوطنة المطلّة بالأسلحة المناسبة. كما أعلن عن استهداف ثكنة راميم بالأسلحة الصاروخية، إضافة إلى استهدافه لتجمع لجنود الاحتلال في "خلّة وردة" بالأسلحة الصاروخية، مؤكدًا أن عناصره حققوا إصابات مباشرة في الأهداف الإسرائيلية.
غالانت يهاجم باريس
ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، فإنّ التوترات الحاصلة في جنوب لبنان دفعت مجلس الحرب الإسرائيلي إلى مناقشة الموقف الأمني والعسكري على الجبهة. وتمخض عن هذه الجلسة وفقًا لنفس المصادر، توصية الجيش الإسرائيلي للقيادة السياسية بإنهاء عملية رفح في أقرب وقت ممكن والتقدم بالهجوم على لبنان.
وتجنبًا لهذه التطورات وما سبقها في الجنوب اللبناني خاصة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة مجموعة السبع إلى الإعلان أن فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل ستعمل ضمن إطار "ثلاثي" على خارطة طريق فرنسية.
ولم يتأخر الرد الإسرائيلي على المبادرة الفرنسية، حيث رفض وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، الجمعة، مبادرة فرنسية جديدة لمحاولة احتواء التوتر على الحدود الإسرائيلية-اللبنانية، متهمًا باريس بـ"العدائية" حيال تل أبيب، في تصريحات نددت بها الخارجية الإسرائيلية واعتبرتها "في غير محلها".
والخميس، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل ستعمل ضمن إطار "ثلاثي" على خارطة طريق فرنسية هدفها احتواء التوترات شبه اليومية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على الحدود الجنوبية للبنان، وذلك منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكتب غالانت في رسالة بالإنكليزية على منصة إكس: "فيما نخوض حربًا عادلة دفاعًا عن شعبنا، اعتمدت فرنسا سياسة عدائية حيال إسرائيل. وعبر قيامها بذلك، تتجاهل فرنسا الفظائع التي ترتكبها حماس" مضيفًا: "إسرائيل لن تكون جزءًا من الإطار الثلاثي الذي اقترحته فرنسا".
وردًا على أسئلة وكالة "فرانس برس" لمعرفة ما إذا كانت هذه التصريحات تعكس موقف الحكومة الإسرائيلية، قال ناطق حكومي: إن "غالانت تحدث بصفته وزيرًا للدفاع".
تصريحات "غير صائبة وفي غير محلها"
من جهتهم، قال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية: "بعيدًا عن الخلافات في الرأي بين إسرائيل وفرنسا" فإن "هجمات" غالانت على باريس "غير صائبة وفي غير محلها".
وذكروا بأن "فرنسا شاركت بفاعلية في الدفاع عن أجواء دولة إسرائيل" ليلة 13-14 أبريل/ نيسان للمساعدة في التصدي لهجوم غير مسبوق شنته إيران ضد إسرائيل.
وأضافوا: "منذ بداية الحرب، تميزت فرنسا بسياسة واضحة من الإدانة والعقوبات ضد حماس" كما أن "السلطات الفرنسية تحارب بنشاط آفة معاداة السامية"، مؤكدين أن "وزير الخارجية سيواصل العمل مع كل الأطراف المعنية لحماية مصالح إسرائيل على حدودها الشمالية".
في 31 مايو/ أيار، ألغت فرنسا مشاركة مصنعي أسلحة اسرائيليين في معرض الدفاع يوروساتوري المقرر في باريس من 17 الى 21 يونيو/ حزيران، على خلفية موجة السخط الدولية بشأن مسار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
ولم تعلن وزارة الدفاع الفرنسية، التي ترعى المعرض، أسباب القرار الذي أثار غضبًا إسرائيليًا خاصة بين أروقة وزارة الدفاع، لكنه جاء آنذاك عقب مجازر إسرائيلية عدة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة أوقعت عشرات الشهداء من النازحين، وأثارت غضبًا دوليًا واسعًا، شمل مظاهرات في مدن فرنسية.