سيتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت التفكير مرات عديدة قبل أن يقررا السفر إلى 124 دولة حول العالم، حال أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بالفعل مذكرات اعتقال بحقهما.
وكان مدعي عام المحكمة كريم خان قد طلب إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، لما ينسب لهما من ارتكاب جرائم حرب في غزة.
معركة مع "حيوانات بشرية"
وتشمل هذه الدول: 33 دولة إفريقية، و19 من آسيا والمحيط الهادئ، و19 من أوروبا الشرقية، و28 من أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، و25 من أوروبا الغربية ومناطق أخرى، وحال صدور مذكرات الاعتقال، فإن هذا سيعرض نتنياهو وغالانت للاعتقال في أي من هذه الدول عند الوصول إليها.
وقوبلت تصريحات خان بغضب واستنكار شديدين في إسرائيل، وصل حد تهديد وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش المحكمة الجنائية في لاهاي بأن "مذكرات الاعتقال ستكون المسمار الأخير في تفكيك هذه المحكمة السياسية والمعادية للسامية"، على حد زعمه.
من جهته، أعلن وزير الخارجية يسرائيل كاتس في بيان، أنه أمر بـ"تشكيل لجنة خاصة في وزارة الخارجية فورًا، تضم كافة العناصر المهنية، بهدف مكافحة القرار (الصادر عن خان)"، والذي يهدف بالدرجة الأولى إلى تقييد أيدي دولة إسرائيل وحرمانها من حقها في الدفاع عن النفس"، على حد زعمه.
وبعد يومين من اندلاع العدوان الذي شنته إسرائيل على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حذر غالانت من أن الثمن الذي سيتكبده قطاع غزة "سيغير الواقع لأجيال"، وفرضت إسرائيل حصارًا كاملًا على القطاع مع حظر واردات الغذاء والوقود، في إطار ما قال إنه معركة على "حيوانات بشرية"، وفق تعبيره.
فيما يلي بعض الحقائق عن وزير الأمن يوآف غالانت
يبلغ غالانت من العمر 65 عامًا، وهو عضو في مجلس وزراء الحرب وكذلك في حزب الليكود المحافظ بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وبدأ غالانت الخدمة العسكرية ضفدعًا بشريًا في البحرية قبل أن يصبح واحدًا من أبرز القادة في جيش الاحتلال.
ودخل بالفعل في صدام مع نتنياهو العام الماضي أثناء احتجاجات على خطط لتقييد سلطة القضاء. وأعلن نتنياهو إقالة غالانت بعد أن دعا إلى تجميد الخطط، لكن رئيس الوزراء اضطر إلى التراجع بعد خروج مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع في احتجاجات عفوية.
وقال غالانت في بيان بمناسبة مرور 100 يوم على اندلاع حرب غزة، إن الضغط العسكري وحده هو الذي سيحقق الهدفين: تدمير حماس وتحرير الرهائن، تماشيًا مع سياسة نتنياهو.
لكنه عبر بعد ذلك عن خيبة أمله، بسبب عدم وجود خطط لما بعد الحرب في غزة، وتحدى نتنياهو علانية الأسبوع الماضي قائلًا في بيان أذاعه التلفزيون إنه يتعين اتخاذ قرار سياسي بشأن سيناريوهات ما بعد الحرب. وقال إنه لن يؤيد حكمًا عسكريًا إسرائيليًا لأجل غير مسمى في غزة.
وذكر غالانت أنه بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب، روج لخطة لتشكيل إدارة فلسطينية جديدة غير مرتبطة بحماس، لكنه "لم يتلق أي رد" من مختلف أحزاب الحكومة الإسرائيلية.
ولا يرتدي غالانت إلا ملابس سوداء منذ اندلاع القتال، وقال إنه يشعر بأن الرهائن مثل أولاده، حسب تعبيره.