غرائب الانتخابات الروسية.. مرشحون يتشابهون في الأسماء والشكل
ترشّح المعارض الروسي بوريس فيشنفسكي إلى الانتخابات لمحاولة الدخول مجددًا إلى البرلمان، إلا أنه سيتنافس ضد شخصين آخرين شبيهين له ويُدعيان أيضًا "بوريس فيشنفسكي".
فالمرشحون الثلاثة، يعانون من الصلع ولديهم لحية قصيرة يغزوها الشيب، إنما المفارقة هو أن هذا التشابه ليس وليد الصدفة.
فوفق صحيفة "الغارديان"، اعتاد السياسيون المعارضون الروس مواجهة مرشحين يحملون الأسماء ذاتها وألقابًا متطابقة، ويتنافسون ضدهم في الانتخابات، والهدف بكل بساطة هو إرباك الناخبين في صناديق الاقتراع.
أما الآن فيبدو أن منتحلي الشخصيات أصبحوا يغيرون وجوههم أيضًا، فبحسب الصحيفة البريطانية فإن هذا "التكتيك الانتخابي" شائع جدًّا في روسيا ويسعى إلى تفريق وتوزيع الأصوات بين الأسماء المتشابهة لخفض حظوظ المرشح المعارض.
وهذا تحديدًا ما يواجهه بوريس فيشنفسكي (65 عامًا)، العضو البارز في حزب يابلوكو الليبرالي، في منطقته في سان بطرسبرغ قبل الانتخابات البلدية المقررة في وقت لاحق من هذا الشهر.
فقد كان فيشنفسكي على علم بأن اثنين من خصومه قد غيرا أسماءهما ليصبحا أيضًا بوريس فيشنفسكي، ولكن عندما تم الكشف عن ملصق التصويت في المنطقة يوم الأحد الفائت، صُدم المعارض بالصور.
فصور المرشحين اللذين يحملان ذات اسمه لا يمكن تمييزها تقريبًا عن صوره، فجميعهم متطابقون بالاسم وبالشكل.
احتيال سياسي
وقال فيشنفسكي "الحقيقي" في مقابلة: "كل هذا يتم لإرباك الناخبين، بحيث يخلطون بين المزيف والحقيقي، وبدلًا من التصويت للمرشح الحقيقي قد يضيع بعضهم ويصوت للمزيف".
وتابع فيشنفسكي: "لم أر قط شيئًا كهذا". واصفًا هذه التكتيكات بـ "الاحتيال السياسي".
ويظهر المرشحون "المزدوجون" بانتظام خلال الدورات الانتخابية في روسيا، الأمر الذي يمكن أن يكون مفاجئًا على الرغم من التوقعات بأن حزب روسيا الموحدة الحاكم سيحافظ على الأغلبية في مجلس الدوما.
إنما يبدو أن المد المتصاعد للمعارضة الروسية قد أثار بعض المخاوف التي عزّزت هذه "التكتيكات" والتي من شأنها اختطاف الأصوات الثمينة في المنافسات المتقاربة.
وأفاد موقع "ميدوزا" الإخباري الروسي الأسبوع الماضي، أن تكتيك "المرشحين الشبيهين" في مجلس الدوما رصد في ثلاث مقاطعات على الأقل في موسكو.
لكن الحملة ضد فيشنفسكي تبرز أكثر من غيرها لأن خصومه قاموا بتغيير أسمائهم بشكل قانوني ولأن هناك اثنين من منتحلي الشخصية بدلًا من واحد فقط.
وعندما سُئل عن مقارنة هذه الحملة الانتخابية بين بالماضي واليوم، قال فيشنفسكي: "في كل مرة تُجرى فيها انتخابات نقول إنها أقذر انتخابات على الإطلاق". "أنا متأكد من أننا سنقول الشيء نفسه في الانتخابات المقبلة أيضًا".