"محاولة لاحتوائنا".. قاعدة صواريخ أميركية جديدة في بولندا تغضب موسكو
قال الكرملين اليوم الأربعاء: إن افتتاح قاعدة صواريخ أميركية جديدة في بولندا هو جزء من محاولة لاحتواء روسيا، بنقل البنية التحتية العسكرية الأميركية إلى موقع أقرب إلى حدودها.
وتعتزم الولايات المتحدة تدشين قاعدة دفاع جوي جديدة في شمال بولندا رسميًا، وتسعى وارسو إلى طمأنة مواطنيها بأن حلف شمال الأطلسي يضمن أمنهم، وسط توتر أعقب فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وتقع القاعدة في بلدة ريدجيكوفو قرب ساحل البلطيق، وقد بدأت أعمال بنائها منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وتقول وارسو: إن هذه القاعدة تجسّد حقيقة أن تحالفها العسكري مع واشنطن يظل قويًا، بغض النظر عمن يتولى رئاسة الولايات المتحدة.
بولندا تعوّل على واشنطن أيًا كان رئيسها
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسواف شيكورسكي، في مقطع فيديو نشر على منصة إكس للتواصل الاجتماعي أمس الثلاثاء: "رغم أن الأمر استغرق وقتًا، فإن هذه القاعدة تثبت التزام الولايات المتحدة الجيوستراتيجي. التحالف البولندي الأميركي قوي بغض النظر عمن يحكم في وارسو وواشنطن".
ومن المقرر أن يحضر الرئيس البولندي أندريه دودا، المحافظ الذي أكد على قوة علاقته بترمب، حفل افتتاح القاعدة.
وأثارت انتقادات ترمب السابقة قلق بعض أعضاء حلف شمال الأطلسي، عندما تعهد بأن الولايات المتحدة لن تدافع في عهده عن البلدان التي لا تنفق ما يكفي على الدفاع.
لكن بولندا تقول إن كونها أكبر دولة في الحلف من حيث الإنفاق على الدفاع بالنسبة لحجم اقتصادها، يجعلها في موقف لا يستدعي القلق.
بوتين رفض بناء القاعدة عام 2000
ومن موسكو، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: إن الرئيس فلاديمير بوتين اعترض على خطط بناء القاعدة منذ عام 2000، حين كان جورج بوش الابن رئيسًا للولايات المتحدة.
وأضاف أن بوتين أكد حينذاك على أن الولايات المتحدة كانت تكذب حين قالت إن الغرض من القاعدة هو اعتراض صواريخ إيرانية محتملة.
وأردف: "هذا تأكيد على أن الرئيس بوتين كان على حق. تنفيذ هذه الخطط مستمر. وهذا تحريك للبنية التحتية العسكرية الأميركية على الأراضي الأوروبية باتجاه حدودنا".
وتابع: "هذا ليس إلا محاولة لاحتواء إمكاناتنا العسكرية، ويؤدي بالطبع إلى اتخاذ التدابير المناسبة لضمان التكافؤ". ولم يذكر بيسكوف ما هي التدابير التي قد تتخذها روسيا ردًا على ذلك.
والقاعدة الأميركية في ريدجيكوفو جزء من درع صاروخية أكبر للتحالف العسكري يطلق عليها اسم "إيجيس آشور"، ويقول الحلف إنها قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى.
وقالت مصادر عسكرية: إن نظام الدفاع الجوي في بولندا يمكن استخدامه حاليًا فقط لاعتراض الصواريخ القادمة من منطقة الشرق الأوسط، وإن الرادار يجب أن يغير اتجاهه كي يتسنى اعتراض الصواريخ القادمة من روسيا، وهي عملية معقدة تتطلب تغييرًا في السياسة.
وأكد وزير الدفاع البولندي فواديسواف كوشينياك-كاميش يوم الإثنين، أنه يجب توسيع نطاق الدرع، وهو ما ستناقشه وارسو مع حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يلتقي الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته مع دودا ورئيس الوزراء دونالد توسك في وارسو في وقت لاحق.