منح مهرجان البندقية أمس السبت، جائزة "الأسد الذهبي" للإسباني بيدرو ألمودوفار عن فيلمه الأول بالإنكليزية "الغرفة المجاورة" (The Room Next Door)، في واحدة من أهم الجوائز التي حصل عليها المخرج الكبير خلال في مسيرته الضخمة.
ولم يسبق لألمودوفار أنّ نال الجائزة الكبرى لأي مهرجان بارز، على الرغم من إخراجه روائع من بينها "آل أباوت ماي ماذر" (All About My Mother) و"باد إيديوكيشن" (Bad Education) و"باين اند غلوري" (Pain and Glory).
وتدور قصة الفيلم "ذي روم نكست دور" حول إنغريد (جوليان مور)، وهي روائية قلقة بشأن نهاية حياتها، ومارثا (تيلدا سوينتون)، وهي صديقة طفولتها ومراسلة حرب سابقة اعتادت تحدي الموت وتعيش وحيدة في شقتها الفارهة في نيويورك.
وتتجدد الصداقة القديمة بين المرأتين في خضم معركة مارثا ضد مرض سرطاني في مراحله النهائية. وفي ظل رفضها الخضوع لعلاج جديد غير مضمون النتائج، تُقرّر مارثا إنهاء حياتها عن طريق تناول عقار اشترته بشكل غير قانوني عبر الإنترنت.
ودفاعًا عن مفهوم القتل الرحيم، قال ألمودوفار متحدثًا بالإسبانية: "أعتقد أن توديع هذا العالم بكرامة، هو حق أساسي لكل إنسان".
وكانت جائزة الأسد الفضي من نصيب فيلم "فيرميليو" للمخرجة الإيطالية ماورا ديلبيرو، وهو دراما عائلية هادئة تدور أحداثها في جبال الألب في إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية.
وفازت الأسترالية نيكول كيدمان بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "بيبي غيرل" (Baby Girl)، الذي يعيد إحياء أفلام التشويق الإباحي ولكن بنفحة نسوية.
ورغم وجودها في البندقية، لم تحضر كيدمان حفل توزيع الجوائز بعد أن علمت بوفاة والدتها فجأة.
تنديد بالحرب على غزة
وحازت المخرجة الأميركية اليهودية سارة فريدلاند على جائزة أفضل مخرجة عن فيلمها "اللمسة المألوفة" (Familiar Touch) ضمن قسم "آفاق" في مهرجان البندقية والذي يقام إلى جانب المسابقة الرئيسية.
وألقت فريدلاند كلمة بمناسبة فوزها ندّدت فيها بالحرب الإسرائيلية على غزة.
وقالت وسط تصفيق حاد: "يجب أن أشير إلى أننّي فزت بهذه الجائزة في اليوم 336 للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة والعام الـ76 للاحتلال".
وأضافت: "أعتقد أنّ مسؤوليتنا بالنسبة لعملنا في مجال السينما، هي تناول قضية إفلات إسرائيل من العقاب على الساحة العالمية".
جوائز متفرّقة
وحصل النجم الفرنسي المخضرم فينسون ليندون على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "الابن الهادئ" (Jouer avec le feu) أو (The Quite Son)، وهو دراما باللغة الفرنسية تتناول قصة عائلة عصف بها التطرّف اليميني.
وحاز الأميركي برادي كوربيت جائزة أفضل مخرج عن فيلمه "الوحشي" (The Brutalist)، الذي يروي قصة ملحمية لناج مجري من المحرقة يسعى لاستئناف حياته في الولايات المتحدة.
وفاز بجائزة أفضل سيناريو المؤلفان موريلو هاوزر وهيتور لوريغا عن فيلمهما "ما زلت هنا" (I Am Still Here) الذي يتناول الدكتاتورية العسكرية في البرازيل.
وحصد الممثل الفرنسي بول كيرشر (22 عامًا) والذي يُحقّق نجاحًا لافتًا في الأشهر الأخيرة في فرنسا، جائزة أفضل ممثل شاب بفضل دوره في فيلم "لور زانفان أبريه أو" المقتبس من رواية لنيكولا ماتيو.
وخرجت بعض الأفلام السينمائية المنتظرة خالية الوفاض، بينها "جوكر: فولي آ دو" ("Joker: Folie à deux")، مع ليدي غاغا ويواكين فينيكس، أو "ماريا"، فيلم السيرة الذاتية لمغنية الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس مع أنجلينا جولي.
