الخميس 21 نوفمبر / November 2024

غضب في لبنان.. انتحار قاصر في الـ 14 من عمرها بعد إرغامها على الزواج

غضب في لبنان.. انتحار قاصر في الـ 14 من عمرها بعد إرغامها على الزواج

شارك القصة

انتحار قاصر
تفيد الأرقام بأن هناك فتاة قاصر بين كل 25 زيجة في لبنان - فيسبوك
لقيت قاصر لبنانية في سن الـ14 حتفها بعد إقدامها على الانتحار على خلفية إرغامها على الزواج الأمر الذي استنكرته الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة بشدة.

أقدمت فتاة قاصر في الرابعة عشر من عمرها، اليوم الأربعاء، على الانتحار في بلدة الضنية الواقعة شمال لبنان، بسبب إقدام أهلها على إرغامها على الزواج بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية. 

وأصدرت الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة، بيانًا استنكرت فيه "الجريمة النكراء" التي أدت إلى انتحار الطفلة، معتبرة أن إرغامها الزواج من أهلها ما هو إلا تمسك "بالأعراف والتقاليد البالية وحفاظاً على الذهنية الذكورية في المجتمع".

وقالت صحيفة "النهار" اللبنانية: إن الفتاة نُقلت إلى مركز طبي للمعالجة، ولكنها سرعان ما فارقت الحياة متأثرة بإصاباتها، دون أن توضح طبيعة الإصابة. وأضافت أن إقدامها على الانتحار جاء نتيجة الضغوط العائلية، وإرغامها على الزواج من شخص لا ترغب به.

وألقت الحادثة بظلالها على مواقع التواصل الاجتماعي، التي شهدت استنكارًا واسعًا بسبب الضغط على الفتاة الذي أوصلها إلى هذا الخيار المميت. 

"جريمة بحق الطفولة"

وأضافت الهيئة في بيانها الصادر ظهر اليوم، أنه بالرغم من كل المطالب والصرخات التي تطلقها دومًا الجمعيات والمنظمات النسوية والحقوقية لوضع حدّ للجرائم التي ترتكب يوميًا بحق الطفلات بإسم الزواج التقليدي، وبالرغم من تقديم اقتراح قانون حماية القاصرات من الزواج المبكر، والذي تمت مناقشته داخل لجنة حقوق الإنسان النيابية السابقة في البرلمان، "نقف اليوم عاجزين أمام هذه الجريمة المروّعة بحق الطفولة". 

وطالبت الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة في بيان اليوم، بضرورة الإسراع بإقرار قانون يحمي الطفلات من الزواج المبكر، و"معاقبة كل من شارك أو تدخل أو حرّض على هذا الفعل وبضرورة تحرك الجهات المعنية تجنبًا لحصول كوارث أخرى من هذا النوع وهتك أرواح بريئة لا ذنب لها سوى أنها حرمت من طفولتها".

وفي ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، نبّهت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" إلى قضية الزواج المبكر في لبنان، وقالت إنّ مليون طفل على الأقل معرضون حاليًا لخطر العنف المباشر مع اشتداد الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد وتداعياتها على حياة السكان اليومية.

ويشهد لبنان منذ عام 2019 انهيارًا اقتصاديًا غير مسبوق، صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي.

وقالت اليونيسيف: إنّ هؤلاء الأطفال يواجهون "خطر تعرضهم للانتهاكات مثل عمل الأطفال أو زواج الأطفال بهدف مساعدة أسرهم على تغطية النفقات".

ويُعَدّ تزويج القاصرات في المجتمعات العربيّة الوجه الآخر لقصصٍ مأسويّة أبطالُها فتيات في سنّ الزهور، وسط أرقام صادمة تكشف سطوة العادات والتقاليد على سلطان القانون في مجتمعاتٍ تختلف درجة قابليتها للزواج من القاصرات.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - صحف لبنانية
Close