فرار الأسرى من "القلعة الحصينة".. ماذا نعرف عن سجن جلبوع؟
سلطت عملية فرار 6 أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي الضوء على وضع السجن، الذي يعد "ذا طبيعة أمنية مشددة جدًا".
وتمكن الأسرى الستة الذين ينتمون إلى حركتَي فتح والجهاد الإسلامي من انتزاع حريتهم والفرار من سجن جلبوع اليوم الإثنين، عبر نفق حفروه إلى خارج أسوار السجن، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
ووصف المعلق الإسرائيلي يوسي مليمان عملية فرار الأسرى بأنها جرت على طريقة "الأفلام". وذكّر في تغريدة نشرها على تويتر بعملية الفرار التي وقعت في يوليو/ تموز 1958 عقب ثورة عنيفة اندلعت في سجن شطة القريب.
وفي واقعة أخرى أشار المعلق الإسرائيلي إلى قيام "أسرى أمنيين" بحفر نفق عام 2014، لكن تم كشفه وإحباط محاولة الهروب.
سجن جلبوع أحد أكثر السجون تحصينًا في إسرائيل
يوصف سجن جلبوع بأنه الأشد حراسة من بين السجون الإسرائيلية، حيث يضم الأسرى من "أصحاب الأحكام المشددة"، بحسب مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان.
ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية سجن جلبوع بأنه "أحد أكثر السجون تحصينًا في إسرائيل"، كما تطلق على السجن تسمية "القلعة الحصينة" أو "الخزانة الحديدية"، نظرًا إلى ما يتمتع به من مواصفات خاصة في البناء والحراسة.
ويحتجز الاحتلال الإسرائيلي في السجن المشيد من الأسمنت المسلح والفولاذ والمحاط بجدار يبلغ ارتفاعه تسعة أمتار، أسرى فلسطينيين يتهمهم بالمسؤولية عن تنفيذ عمليات داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948.
ستة أسرى فلسطينيون فروا من سجن جلبوع.. من هم وما هي الأحكام الصادرة بحقهم؟
فرار 6 أسرى فلسطينيين من سجن إسرائيلي شديد الحراسة
"الشمس أشرقت يومًا من هنا".. "نفق الحرية" يشعل مواقع التواصل
ووفق مؤسسة الضمير فقد تأسس السجن الذي يقع بالقرب من سجن شطة في منطقة بيسان شمال فلسطين المحتلة، تحت إشراف خبراء أيرلنديين، وقد افتتح عام 2004.
وتقول المؤسسات المعنية بشؤون الأسرى أن السجن يتضمن 5 أقسام في كل منها 15 غرفة تتسع الواحدة لثمانية أسرى، فيما قدرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عدد الأسرى في تقرير نشرته بعد عملية الفرار، بنحو 400 أسير.
أوضاع سيئة وإهمال طبي متعمد في سجن جلبوع
يعاني الأسرى في سجن جلبوع من ظروف صعبة وسط الإهمال المتعمد من سلطات الاحتلال.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين قد أشارت في بيان في 11 أغسطس/ آب الماضي إلى سوء الأوضاع في سجن جلبوع، حيث يتعرض الأسرى إلى "إهمال طبي متعمد" من قبل إدارة السجون الإسرائيلية فمنهم من "يعاني من أمراض مزمنة وخطيرة من دون الاكتراث لهم".
وأكدت الهيئة "تفاقم الأوضاع في ظل انتهاك إدارة السجون المواثيق الدولية كافة التي تنص على ضرورة تلقي الأسرى العلاج اللازم".
وفي 14 يونيو/ حزيران الماضي اقتحمت قوات "المتسادا" التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية سجن جلبوع في حملة "تفتيش وقمع واسعة بحق الأسرى مما تسبب بحالة من السخط والتوتر في صفوفهم"، بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين.