أكد المتحدث باسم حركة طالبان محمد نعيم أنّ الحركة ملتزمة بحقوق الإنسان في أفغانستان.
وقال نعيم في حديث إلى "العربي": إنّ قوات طالبان دخلت العاصمة كابل بعد حدوث مشاكل أمنية وعمليات سرقة ونهب، وذلك "حفاظًا على أمن المواطنين في كابل وأرواحهم".
وأشار إلى أنّ الفراغ الأمني بسبب فرار القوات الأمنية دفع بحركة طالبان لاتخاذ قرار الدخول لكابل.
فرار الرئيس غني "أمر مؤسف"
ولفت نعيم إلى أنّ فرار الرئيس أشرف غني أمر مؤسف، مشيرًا إلى أنّ ما حصل على هذا الصعيد لم يكن متوقَّعًا.
وأكد نعيم أنّ الحركة أعلنت العفو العام عن الجميع، بمن فيهم أولئك الذين كانوا يعملون تحت راية إدارة كابل.
وأشار إلى أنّ مسؤولين من الحكومة كانوا موجودين في القصر الرئاسي خلال دخول عناصر طالبان ولم يحدث أي احتكاك معهم.
ما هو شكل الحكم الذي تريده طالبان؟
وقال المتحدث باسم طالبان لـ"العربي": إنّ شكل الحكم في البلاد سيقوم على خدمة الشعب وقوامه العدالة والإنصاف.
وأضاف: "نحن نريد أن يكون هناك حوار مع بعض الشخصيات الأفغانية لنصل إلى نتيجة حول شكل الحكم".
وشدّد على أنّ الحركة أعلنت عفوًا عامًا عن الجميع وخلال أيام سيتم الإعلان عن خارطة طريق.
حقوق الإنسان ستكون "مضمونة"
وردًا على سؤال، قال المتحدث باسم طالبان: إنّه لا يستطيع بشكل دقيق أن يسمّي الشخصيات التي ستتحاور معها، بانتظار بلورة الأمور.
وطمأن نعيم إلى أنّ حركة طالبان ستلتزم بحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أنّ ما قامت به الحركة على الأرض "خير دليل على ذلك".
وأضاف: "الجميع يعرف كيف نتعامل مع الشعب، ولا تحدث أي مشاكل معنا، لكننا مُستهدَفون منذ 20 عامًا بإشاعات وادعاءات فارغة لا أساس لها".
وأكد نعيم أنّ حقوق الإنسان ستكون "مضمونة"، ولن يُحرَم أحد من حقه، وقال: "نحن مسلمون، وبالتالي فإن شاء الله سنكون يدًا واحدة وشعبًا واحدًا ونعمل معًا لخدمة بلدنا وشعبنا".
غني يقرّ بـ"انتصار طالبان"
وجاءت تصريحات المتحدث باسم طالبان لـ"العربي" بعد سيطرة الحركة في وقت سابق على القصر الرئاسي، عقب "فرار" الرئيس أشرف غني، الذي أقرّ بـ"انتصار" الحركة.
وأبدى غني في رسالة عبر "فيسبوك"، ثقته في أنّ "عددًا كبيرًا من المواطنين كانوا سيُقتلون، وأنّ كابل كانت ستُدمّر" لو بقي في أفغانستان.
وتابع: "إنّهم يواجهون حاليًا تحدّيًا تاريخيًّا جديدًا. إمّا أن يُحافظوا على اسم أفغانستان وشرفها وإمّا أن يُعطوا الأولويّة لأمكنة أخرى وشبكات أخرى".
ولم يحدّد غني مكان وجوده، لكنّ مجموعة "أفغان تولو" الإعلاميّة ذكرت أنّه توجّه إلى طاجيكستان.
هجوم واسع النطاق
ودخل مقاتلو طالبان العاصمة الأفغانيّة الأحد بعد هجوم واسع النطاق، واستولوا على القصر الرئاسي، على ما أظهرت مشاهد تلفزيونيّة.
وفي غضون عشرة أيّام، سيطرت الحركة على غالبيّة مناطق أفغانستان.
واتّهم نائب الرئيس السابق عبدالله عبدالله في وقت سابق، غني بالتخلّي "عن الناس في هذا الوضع". وهو كان أوّل من أعلن أنّ الرئيس "غادر" البلاد، من دون أن يحدّد إلى أين توجه.
وكان رحيل رئيس البلاد عن السلطة من أبرز مطالب حركة طالبان خلال مفاوضات استمرّت شهورًا مع الحكومة الأفغانيّة، إلا أنّ غني تمسّك بالسلطة.
وانتخب غني رئيسًا عام 2014 وأعيد انتخابه في 2019، وقد وعد بإنعاش الوضع في أفغانستان والقضاء على الفساد الذي ينخر البلاد، لكنّه لم يفِ بهذين الوعدين.
