كشفت شرطة لندن أمس الجمعة، عن إرسالها إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون استمارة أسئلة لكي يجيب عليها، في إطار تحقيق تجريه بشأن حفلات نظّمت في داونينغ ستريت مقر الحكومة، خلال فترة الإغلاق التي شهدتها البلاد لمكافحة كوفيد-19.
وقال متحدّث باسم الشرطة في بيان: "نستطيع أن نؤكد أنّ رئيس الوزراء تلقى استمارة أسئلة من شرطة لندن. سيرد عليها كما ينبغي".
وأعلن المحقّقون مساء الخميس، أنّهم سيتصلون بـ"أكثر من 50 شخصًا" للحصول على إفاداتهم حول هذه الفضيحة التي تهدّد المستقبل السياسي لرئيس الحكومة.
وجاء بيان الشرطة بعيد ساعات على نشر وسائل إعلام صورة جديدة، يظهر فيها جونسون مشاركًا في إحدى هذه الحفلات مع شخصين آخرين.
وتتحرّى الاستبيانات أنشطة هؤلاء الأشخاص خلال 12 مناسبة، أقيمت في مقرّ رئاسة الوزراء خلال العامين 2020 و2021.
"ازدراء"
والخميس، شنّ رئيس الوزراء الأسبق جون ميجور هجومًا عنيفًا على جونسون، متّهمًا إياه بخرق قواعد كوفيد وتعزيز "ازدراء" العامة للسياسة وتشويه سمعة المملكة المتحدة في الخارج.
وسلّط هذا الهجوم الحاد وغير الاعتيادي للسياسي المحافظ العريق الضوء على الخطر الذي يتهدّد مستقبل جونسون بسبب فضيحة "بارتي غيت"، خصوصًا أنّه سبق للعديد من نواب حزب المحافظين الحاكم، إضافة إلى آخرين من حزب العمال، أن دعوه إلى الاستقالة.
كما طالبه نائب ووزير شؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي سابقًا، دايفيد دايفيس وهو أحد أبرز مؤازريه في ملف البريكست، بالرحيل خلال جلسة الأسئلة الأسبوعية بمجلس العموم البريطاني الشهر الماضي.
وقال ميجور في خطاب أمام مجموعة الأبحاث "أنستيتيوت فور غوفرمانت": إن "رئيس الوزراء ومسؤولين خالفوا القانون. تم اختلاق أعذار واهية. يومًا بعد يومًا، يطلب من الناس تصديق ما لا يمكن تصديقه. تم إرسال وزراء للدفاع عما لا يمكن الدفاع عنه، ما جعلهم يبدون ساذجين أو أغبياء".
وكان صحافيون قد سألوا جونسون خلال زيارته لمقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل، إن كان سيتقدم باستقالته إذا ما فرضت الشركة عليه دفع غرامة لخرقه قيود كوفيد، فأجاب: "هذه العملية يجب أن تكتمل، وأنا أتطلع إلى استكمالها، وعندها سيكون الوقت المناسب لقول المزيد بشأن ذلك".
وقبل نحو أسبوع، خسر رئيس الوزراء البريطاني أربعة من مساعديه المؤثرين الذين قدموا استقالتهم بسبب "فضيحة الحفلات"، وهو ما زاد من ضعف موقفه.
