أفاد تقرير لمجموعات حقوقية تعنى بالقضايا الرقمية، باستهداف عشرات الناشطين التايلانديين المدافعين عن الديمقراطية ببرنامج التجسس الإسرائيلي المثير للجدل "بيغاسوس"، خلال التظاهرات المناهضة للحكومة في تايلاندا قبل عامين.
واجتاحت احتجاجات واسعة العاصمة التايلاندية قبل عامين، عندما خرج الآلاف للمطالبة بمزيد من الحريات المدنية وبتخفيف القوانين المشددة التي تمنع أي انتقاد للعائلة الملكية.
برنامج "بيغاسوس"
وكشف التقرير الذي أعدته مجموعة "سيتيزن لاب" Citizen Lab الكندية المعنية بالأمن الإلكتروني ومجموعتان تايلانديتان هما "آي لو" iLaw و"ديجيتال ريتش" DigitalReach بأن البرنامج استهدف الهواتف المحمولة لنحو 30 ناشطًا وأكاديميًا ومحاميًا وعاملًا في مجال الإغاثة معظمهم على صلة بمنظمات للحقوق المدنية.
ويستخدم أكثر من ستة مليارات شخص حول العالم هواتف ذكية ويتصلون بشبكة الإنترنت وهذا ما يجعل كل فرد منهم ضحية محتملة لبرمجيات الاختراق.
وبرنامج "بيغاسوس"، الذي طورته شركة "إن إس أو" الإسرائيلية. وتقول منظمة "هيومن راتس ووتش"، إنه فور تحميل البرنامج يتحول الجهاز الهاتفي إلى أداة مراقبة قوي يتيح لمستخدمي "بيغاسوس" الوصول الكامل إلى الكاميرا والمكالمات والصور والرسائل النصية ومقاطع الفيديو والبريد الإلكتروني والكثير من الخاصيات.
من المستهدف؟
وجاء في التقرير أن عمليات الاستهداف تمّت في الفترة من أكتوبر/ تشرين الأول 2020 حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، بالتزامن مع فترة شهدت تظاهرات واسعة مؤيدة للديمقراطية، واستهدفت بشكل أساسي شخصيات رئيسة ضمن الحركة الداعمة للديمقراطية، وفق التقرير.
وبإمكان برنامج "بيغاسوس" الذي طورته شركة "إن إس أو غروب" الإسرائيلية استخراج بيانات وتفعيل الكاميرات أو الميكروفونات فور اختراقه الجهاز المحمول بنجاح.
ولم يحدد التقرير بشكل حاسم الجهة التي يشتبه بوقوفها وراء استخدام البرنامج، لكنه لفت إلى أن "إن إس أو غروب" تقول إنها لا تبيع هذه التكنولوجيا إلا لحكومات.
وقالت "آي لو" في ملخصها للاستنتاجات "يمكن في الظروف الراهنة استنتاج بأن استخدام بيغاسوس ضد المعارضين سيكون مفيدًا بشكل كبير للحكومة التايلاندية".
وعلم الناشطون باستهدافهم في نوفمبر 2021، عندما أرسلت "آبل" إشعارًا لإبلاغهم بأن أجهزتهم المحمولة كانت عرضة لهجمات مدعومة من الدولة.
ورفعت "آبل" دعوى قضائية في الولايات المتحدة ضد "إن إس أو غروب" على خلفية الاشتباه باستخدام برامج الشركة الإسرائيلية لخرق عدد من هواتف "آي فون" حول العالم.
يذكر أن "بيغاسوس" تحوّل إلى سلاح الأنظمة القمعية التي تسعى إلى مهاجمة النشطاء وإسكات الصحافيين وسحق المعارضة بحسب الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية آنييس كالامار.