تقدم المحامي الفرنسي الفلسطيني صلاح حموري، المسجون في إسرائيل، بدعوى قضائية اليوم الثلاثاء، في فرنسا ضد شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية "إن إس أو" (NSO) بتهمة "اختراق" هاتفه المحمول "بصورة غير قانونية" بواسطة برنامج التجسس "بيغاسوس" الذي طورته.
وقضت محكمة عسكرية إسرائيلية في بداية مارس/ آذار بالسجن الإداري أربعة أشهر على الناشط صلاح حموري الذي اعتبرته "تهديدًا للأمن".
وتبين أنه واحد من ستة نشطاء فلسطينيين تم استهداف هواتفهم المحمولة بواسطة برنامج بيغاسوس (The Pegasus Project) المثير للجدل.
وعام 2021 وجدت شركة التكنولوجيا الإسرائيلية "أن أس أو" نفسها في صلب فضيحة تجسّس عالمية بعد تحقيق نشرته 17 وسيلة إعلاميّة دوليّة اعتبارًا من 18 يوليو/ تموز وكشف أنّ البرنامج سمح بالتجسّس على ما لا يقلّ عن 180 صحافيًا و600 شخصيّة سياسيّة و85 ناشطًا حقوقيًا و65 صاحب شركة في دول عدّة.
"مجرد كونك فلسطيني، أنت معرض للانتهاك".. إسرائيل تتجسس على نشطاء فلسطينيين عبر برنامج بيغاسوس#فلسطين @AnaAlarabytv pic.twitter.com/Hv0UKdrOen
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 9, 2021
وأكدت منظمات حقوقية فلسطينية العام الماضي أنها أجرت اختبارات على أجهزة أعضاء في ست منظمات فلسطينية غير حكومية كانت إسرائيل أدرجتها على قائمة "الجماعات الإرهابية "، بما فيها منظمة الدفاع عن الأسرى "الضمير" التي يعمل فيها صلاح حموري، وخلصت إلى استهداف ستة منهم ببرنامج بيغاسوس (Pegasus).
جرائم واعتداءات
وقدم الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ورابطة حقوق الإنسان وصلاح حموري اليوم الثلاثاء، شكوى إلى المدعي العام في باريس ضد "إن إس او" بتهمة "اختراق هاتف المدافع عن حقوق الإنسان" حموري.
وصرح المحامي باتريك بودوان الرئيس الفخري للاتحاد الدولي لحقوق الإنسان لوكالة "فرانس برس": "من الواضح أن هذه عملية تندرج في إطار سياسي إلى حد بعيد بالنظر إلى المضايقات التي يتعرض لها صلاح حموري لسنوات والاعتداءات على المدافعين عن حقوق الإنسان في إسرائيل".
وقدمت المنظمات الحقوقية شكوى بشأن "جرائم" مثل "انتهاك الخصوصية والمراسلات" و "الكشف" عن بيانات بدون موافقة إلى طرف ثالث، إلى المدعي العام للمحكمة القضائية في باريس على أمل فتح تحقيق جنائي.
خبراء أمميون يدعون إلى تعليق بيع برامج التجسس بعد فضيحة برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي pic.twitter.com/N5iIx7vQMI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 13, 2021
حتى ماكرون
ويحمل حموري الجنسية الفرنسية وتم اختراق هاتفه أثناء وجوده في فرنسا من 27 أبريل/ نيسان إلى 13 مايو/ أيار عام 2021 .واعتبر بودوان أن العدالة الفرنسية "مختصة" للنظر في القضية.
وفي يوليو/ تموز 2021 بعد تحقيقات عالمية نشرها اتحاد من وسائل الإعلام الدولية كشف أن مجموعة "إن إس أو" جعلت من الممكن لأنظمة قمعية أن تستخدم البرنامج لاستهداف صحافيين ومعارضين ودبلوماسيين وغيرهم، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وعلى إثر "الفضيحة" أعلنت الولايات المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني حظر الشركة الإسرائيلية.
وبمجرد تحميله على هاتف جوال، يتيح "بيغاسوس" التجسّس على مستخدم الهاتف من خلال الاطّلاع على الرسائل والبيانات والصور وجهات الاتصال، كما يتيح تفعيل الميكروفون والكاميرا عن بُعد.
واتهم صلاح الحموري (36 عامًا) المولود في القدس لأم فرنسية وأب فلسطيني، بأنه عضو في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي منظمة ذات خلفية ماركسية مع جناح مسلح تعتبرها الدولة العبرية والاتحاد الأوروبي "إرهابية"، وصدر بحقه أمر إبعاد، رغم نفيه المتكرر لها.