بعد أشهر من التهجير جرّاء القصف الإسرائيلي المستمر جنوب لبنان، يعود سكان عيتا الشعب إلى بلدتهم لساعات، يبحثون عن ذكريات تحت الركام، ويلملمون ما استطاعوا مما تبقى من أغراضهم، ليحملوا منها ما تبقى، ويرتحلون من جديد.
وبأسى وحسرة يتأمل المواطن اللبناني أبو محمد الدمار الذي حل بمنزله، فهو يعود اليوم بعد 8 أشهر من الرحيل، ليجد منزله مدمرًا جزئيًا.
وفيما كان يتنقل بين الغرف بحرقة، ويسترجع ذكريات فقدها جراء الحرب، قال أبو محمد وهو يحبس دموعه للتلفزيون العربي: "فقدت أشياء كثيرة، كصورة ابني الكبير المتوفي".
من جهتها، تلملم سهى ما نجا من استهداف منزلها، وتبحث أرضًا عما يمكن انتشاله من بين بقايا الزجاج والخشب، وتستعيد من يد ابنها مسبحة قديمة بقيت كما هي.
وقالت سهى، للتلفزيون العربي، إنها المرة الأولى التي تعود فيها إلى عيتا الشعب، مشيرة إلى أن المشهد مؤلم ومبكي، لأن ذكريات السنين داخل المنزل كلها راحت.
وأضافت: "سنرجع إن شاء الله، نعمر أحسن من قبل".
بلدة عيتا الشعب
وتعد بلدة عيتا الشعب خط المواجهة الأول والأقرب إلى الحدود الفلسطينية، وتطل البلدة على موقع الراهب الإسرائيلي الذي يبعد أمتارًا فقط عن عيتا.
وكانت البلدة عام 2006 الهدف الإسرائيلي الأول حين دمرها الجيش الإسرائيلي كما يفعل اليوم.
وحسب مراسلة التلفزيون العربي جويس الحاج خوري، فإن الخسائر الأكبر في الجنوب بعد أكثر من 8 أشهر، أحصيت في عيتا الشعب سواء على الصعيد البشري أو المادي، وفي ظل الاستهداف المتواصل للبلدة، لا تزال صامدة رغم الدمار وتهجير.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان أبرزها حزب الله مع الجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا وإطلاق نار عبر "الخط الأزرق".
ويرهن حزب الله وقف القصف بإنهاء إسرائيل عدوانها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى آلاف المفقودين.
