تبدع أنامل صانع الآلات الموسيقة الوترية الجزائري يحيى الشليلي في العزف كما أبدع في صنع الآلات الموسيقية.
ويقول: "إنها مهنة تحتاج لكثير من الإخلاص والجهد وكثير من الاستقامة والجدية". ويضيف: "لا تصبح أكثر ثراء بين عشية وضحاها، ليست مهنة يمكن غرسها في شخص ما بسهولة، لكنها مهنة تُعلم بمرور الوقت".
وبدأت حكاية الشليلي البالغ 67 عامًا من ولاية تيزي وزو شمالي الجزائر منذ عقود، حيث لجأ للعزف على آلات وترية مثل البانجو والعود والغيتار كشكل من أشكال العلاج الطبيعي ليديه بعد أن فقد بعض أصابعه في حادث بورشة النجارة الخاصة به التي أنشأها منذ 16 عامًا.
فقد شعر يحيى بالإحباط بعد خسارته لبعض أصابع يديه ولم يعد متأكدًا حينها من قدرته على العمل في النجارة، فكسر آلة البانجو متحديًا نفسه لصنع آلة شبيهة يعزف عليها.
ويقول يحيى: "هي مهنة أحبها، كانت تحديًا، ذات مرة كسرت آلة البانجو الخاصة بي وأقسمت على نفسي ألّا أعزف موسيقى بعد الآن، وألا ألمس غيتارًا أو آلة بانجو أو أي آلة موسيقية أخرى حتى أصلح آلة البانجو الخاصة بي بنفسي، وهذا ما حصل، كان تحديًا".
وأصبح يحيى مشهورًا بآلاته الموسيقية المصنوعة يدويًا والتي يتطلب صنع الواحدة منها أكثر من شهر. ويقول: "أصنع مندولين. إنه طلب خاص لأن هذا ليس ما نصنعه عادة. إنّه لحريف من السويد، فهي آلة سويدية بلمسة جزائرية".
ويسعى يحيى لإنتاج آلات موسيقية تمزج ثقافات متعددة. ويضيف: "لدي أفكار جديدة، لآلات جديدة، مختلطة أو هجينة، قطعة إيطالية أو يهودية أو فرنسية، جزائرية أو شرقية". ويتابع: "إن مزج كل ذلك في آلة حلم يراودني، مشروع أعتز به منذ فترة طويلة". ويعتبر أنّه قد يتمكن يومًا ما من تحقيقه لو طال به العمر.