تعاني منطقة مسافر يطا في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية، والمكوَّنة من 25 تجمّعًا سكنيًا، من انعدام البنى التحتية والرعاية الصحية، وهو ما يجبر قاطنيها على السفر ساعاتٍ طويلة على طرقٍ وعرة للحصول على الاستشارات الطبية.
ويحظر الاحتلال إقامة العيادات الصحية في أيّ من تلك التجمعات، ويلاحق مقدمي الرعاية الصحية، كما يمنع تعبيد الطرق الزراعية وتأهيلها.
وقد خسر عدد من الأمهات أجنتهن على الطرقات الوعرة. وتتذكر ليلى أبو عرام من قرية جنبة، مشهد وضع طفلها في عربة الجرار الزراعي قبل 20 عامًا.
ويضطر أهالي تلك المنطقة إلى اللجوء إلى وسائل بدائية لعلاج مرضاهم أو السفر لساعات على الطرقات الوعرة للوصول إلى أقرب مقدم رعاية صحية.
ويروي نضال أبو يونس، رئيس المجلس المحلي للتجمعات السكنية الـ 25، لـ "التلفزيون العربي" معاناة سكان المنطقة. ويقول: "فقدنا عددًا من الأحبة لأنهم لم يتلقوا العناية الطبية الطارئة في الوقت اللازم". كما تعاني العائلات من صعوبة تأمين اللقاحات لأطفالها.
أبسط الحقوق
ويطالب الأهالي المنظمات الدولية بحماية أبسط حقوقهم، كتأمين سيارة إسعاف بدفع رباعي ومستوصف ثابت لتوفير الرعاية الصحية للجميع، ولاسيما الحوامل والأطفال.
ويقول أبو يونس: "إن الاحتلال يسعى جاهدًا لتهجير أهل المنطقة ما أجبرهم عى العيش في الكهوف. فهو يمنع بناء أو تأهيل أي وحدات سكنية، فيما تتعرض المدارس الموجودة لخطر السقوط ".
وزار وفد من منظمة الأمم المتحدة المنطقة قبل أيام ودعا إلى تحسين الوضع الإنساني لسكانها. ويقول أبو يونس: "إن عددًا من المنظمات الإنسانية يعمل هناك لكن الاحتلال لا يأبه لدعوات أو مناشدات أي منها". وصادر "الكرافانات" التي تقدم العناية الصحية البسيطة والمقدمة من المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.
ورغم التجربة السيئة مع الاحتلال، يأمل أبو يونس أن تلقى مطالبات سكان مسافر يطا آذانًا صاغية وأن تترجم الوعود إلى واقع بتحسين الوضع الإنساني.