يكافح حرفيو صناعة الفوانيس في غزة لرسم أجواء استقبال شهر رمضان، رغم العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع الفلسطيني منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وإلى جانب القصف والتهجير، يجد أصحاب حرفة صناعة الفوانيس في غزة أنفسهم في وضع مغاير تمامًا لما اعتادوا عليه في السابق، بفعل التخريب والتدمير الذي انتهجه جيش الاحتلال في القطاع منذ بداية الحرب.
"ليس ككل سنة"
وقال محمد أبو عامر، الحرفي في هذا المجال: "في كل سنة ننتظر الشهر الفضيل إذ تدر علينا صناعة الفوانيس الأموال، لكن في ظل الحرب التي نعيشها في القطاع لا إقبال على شراء الفوانيس، ولا تتوفر حتى المواد الخام لصناعتها".
واستذكر أبو عامر أن العمل على تجهيز طلبيات تلك الفوانيس كان يبدأ قبل ثلاثة أشهر من حلول رمضان تلبيةً لاحتياجات الزبائن، وأضاف: "بدأت العمل هذا العام قبل أيام فقط".
وظل فلسطينيو القطاع المحاصر أوفياء لصناعة الفوانيس، أحد أكبر المظاهر الاحتفالية بقدوم شهر رمضان في غزة.
وبحسب أبو عامر، كان ونظراؤه في المجال يعكفون خلال السنوات الماضية على إنتاج الآلاف من تلك الفوانيس، لكنه لم يقم في ظل الظروف الراهنة إلا بإنتاج 300 إلى 400 فانوس.
وتجد الفوانيس المصنوعة في ورشة أبو عامر والورشات الأخرى، طريقها إلى البسطات المقاومة وسط الخيم والمنازل، حيث يقول الباعة إنها تشكل نشاطهم الأساسي لكسب لقمة العيش الصعبة.
"لسنا سعداء"
بائع فوانيس، يدعى أحمد شلبي قال: "نحن نحاول أن نسعد أنفسنا، لكننا لسنا سعداء. نحاول إخراج أنفسنا من الضغط النفسي وسط غلاء المعيشة والحرب والدمار والموت".
وإن سرق العدوان الإسرائيلي الفرحة من قلوب سكان القطاع المحاصر، إلا أنه لم ينجح في لجم إرادة الحياة لديهم، حيث تكافح عائلات نازحة في رفح جنوب غزة، من أجل محو صور الموت والدمار، ورسم أخرى للأمل والحياة.
ويأمل سكان القطاع أن يدخل عليهم شهر رمضان، وهم في أفضل حال، رغم مرارة التجويع والحصار، والقصف.
وتقول نيفين السكسك، النازحة في رفح: "لا فرحة هنا. أقوم بتوزيع الفوانيس والهدايا، لكن قلوبنا احترقت على الشهداء الذين قضوا في هذا العدوان، ومنهم أهلنا".
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت في بيان اليوم الجمعة، أن ما لا يقل عن 30878 فلسطينيًا استشهدوا وأُصيب 72402 آخرين في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر. وذكرت أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 78 شهيدًا و104 جرحى خلال 24 ساعة.