الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"فيسبوك" تواصل الغرق.. موظفون أبلغوا عن محتوى تحريضي بالانتخابات الأميركية

"فيسبوك" تواصل الغرق.. موظفون أبلغوا عن محتوى تحريضي بالانتخابات الأميركية

شارك القصة

انتشر كمّ هائل من المعلومات المضلّلة المرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية
انتشر كمّ هائل من المعلومات المضلّلة المرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية (غيتي)
كشفت الوثائق أن موظفي "فيسبوك" دقوا ناقوس الخطر حول المعلومات المضلّلة والمحتوى التحريضي على المنصة، وحثّوا على اتخاذ إجراءات، لكن الشركة فشلت في معالجة ذلك.

تواصل شركة "فيسبوك" سقوطها المدوّي، حيث كشفت وثائق داخلية مسرّبة أن الشركة كانت على علم بتطرّف عدد كبير من مستخدمي موقعها، وبانتشار كمّ هائل من المعلومات المضلّلة المرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2020.

وهذه أحدث معلومات تُكشف ضمن سلسلة طويلة منذ موجة تحقيقات أولى نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" في سبتمبر/ أيلول، بناء على تقارير داخلية سرّبتها الموظفة السابقة في "فيسبوك" فرانسيس هوغن.

وأمس الجمعة، نشرت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" وقناة "إن بي سي" مقالات عن دور فيسبوك في الاستقطاب الكثيف للحياة السياسية في الولايات المتحدة.

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأنه في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2020، بعد أيام من عملية الاقتراع، أبلغ محلّل في الشركة زملاءه أن 10% من المحتويات السياسية التي شاهدها المستخدمون الأميركيون للمنصّة كانت رسائل تؤكد أن الانتخابات مزوّرة.

نظرية المؤامرة

ووفقًا للصحيفة، فإن عددًا من موظّفي الشركة أبلغوا عن حسابات تروّج لنظريات المؤامرة.

وغذّت هذه الشائعة التي أطلقها الرئيس السابق دونالد ترمب ولم يقدّم أي دليل لإثباتها، غضب عدد كبير من المحافظين والمؤمنين بنظرية المؤامرة، الذي بلغ ذروته مع أعمال الشغب التي ارتكبت أثناء الهجوم على الكابيتول في السادس من يناير/ كاناون الثاني.

في أعقاب ذلك، حظّرت شركتا "فيسبوك" و"تويتر" ومنصّات كبيرة أخرى حسابات ترمب والحركات المتطرّفة الضالعة في أعمال الشغب.

إلا أنه بحسب المعلومات الجديدة التي كُشفت الجمعة، فإن موظفين في المجموعة يعتبرون أنه كان بإمكانها استباق المشكلة.

وبحسب الوثائق، دقّ موظفو "فيسبوك" ناقوس الخطر حول المعلومات المضلّلة والمحتوى التحريضي على المنصة، وحثّوا على اتخاذ إجراءات، لكن الشركة فشلت في معالجة ذلك.

"رحلة كارول إلى كيو أنون"

وهذه المعلومات مقتطفة من آلاف الوثائق الداخلية التي سلّمتها فرانسيس هوغن إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية.

ومطلع أكتوبر، جدّدت التأكيد أمام أعضاء في مجلس الشيوخ على أن مسؤولي الشركة وعلى رأسهم مارك زوكربرغ، "يفضّلون الربح المادي على سلامة" مستخدميها.

وكانت قد سرّبت في وقت سابق دراسات تُظهر أن فيسبوك على دراية بالمشاكل النفسية التي تُعاني منها المراهقات اللواتي يتعرّضن لكمّ هائل من المحتويات عن حياة وأجساد مثالية لمستخدمات مؤثّرات لتطبيق "إنستغرام".

وقالت هوغن إنه "الخطّ الأحمر لهذه المعلومات: فقد كان عملاق وسائل التواصل الاجتماعي على علم بالمشاكل لكنه اختار تجاهل قسم كبير منها".

وتتحدّث المقالات التي نُشرت الجمعة أيضًا عن تقرير بعنوان "رحلة كارول إلى كيو أنون".

وكان حساب باسم كارول سميث يدّعي أنه يعود "لأمّ محافظة من كارولاينا الشمالية"، زائفًا أوجده باحث تقاضى أجرًا من فيسبوك مقابل دراسة دور المنصّة في استقطاب مستخدمين.

وبحسب هذا الباحث، فإن كارول سميث واعتبارًا من صيف العام 2019، تعرّضت من خلال خوارزميات موقع التواصل إلى "سيل من المحتويات المتطرّفة والمؤيدة لنظرية المؤامرة والصادمة"، بينها مضامين نشرتها مجموعات حركة "كيو أنون".

فيسبوك تدافع عن نفسها

في مواجهة موجة الانتقادات هذه، نشرت فيسبوك بيانًا تُذكّر فيه باستثماراتها الكبيرة لجعل منصّاتها مساحة آمنة ودعم الآلية الديموقراطية.

من جانبه، قال نائب رئيس المجموعة المكلّف بالسلامة المدنية غي روسن إن "مسؤولية التمرّد تقع على عاتق الذين خالفوا القانون والذين حرّضوهم على ذلك".

ولدى هذه الحجج فرص قليلة لإقناع المسؤولين الذين طفح كيلهم من موقع التواصل الاجتماعي.

ووفقًا لموقع "ذي إنفورميشين" المتخصّص (The Information)، فإن "كشف المعلومات مستمرّ، إذ يستعدّ كونسورتيوم مؤلّف من عشر مؤسسات صحافية بينها شبكة "سي إن إن"، وصحيفة لوموند الفرنسية، لنشر مقالات مبنية على هذه الوثائق".

تفضيل الأرباح على المسائل الإنسانية

ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست"، ظهر مبلّغ جديد، وهو عضو سابق في فريق السلامة المدنية للشركة، وأدلى بأقواله أمام هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية في 13 أكتوبر، واتّهم فيسبوك بتفضيل الأرباح على المسائل الإنسانية.

في هذه الوثيقة، يتحدّث الموظف السابق في الشركة خصوصًا عن تصريحات أُدلي بها عام 2017، عندما كانت الشركة تُقرّر ما هي الطريقة الأفضل لإدارة الجدل المرتبط بتدخّل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي أجريت عام 2016 من خلال منصّتها.

وقال عضو في فريق الاتصال لشركة "فيسبوك" تاكر باوندز آنذاك: "سيكون ذلك حدثًا عابرًا. سيعترض مسؤولون. وفي غضون بضعة أسابيع، سينتقلون إلى موضوع آخر. في الانتظار، نطبع أوراقًا نقدية في الطابق السفلي وكل شيء يجري على ما يرام".

وبحسب "واشنطن بوست"، فإن المبلّغ الثاني يؤكد في إفادته أن قادة "فيسبوك" يقوّضون بشكل منتظم جهود مكافحة المعلومات المضللة وخطابات الكراهية خوفًا من إثارة غضب دونالد ترمب وحلفائه، وكي لا يخاطروا بخسارة اهتمام مستخدمين أساسيين لتحقيق الأرباح الضخمة.

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات، أ ف ب
تغطية خاصة