Skip to main content

في أول يوم عمل له.. كير ستارمر ينهي خطة ترحيل المهاجرين إلى رواندا

السبت 6 يوليو 2024
يبدأ كير ستارمر في أول يوم له في منصبه العمل على إعادة بناء بريطانيا عملًا بخطته - رويترز

أعلن رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر السبت أنه "غير مستعد" لمواصلة الخطة الرئيسية لحكومة المحافظين السابقة القاضية بترحيل المهاجرين إلى رواندا.

وقال في أول مؤتمر صحافي له: "خطة رواندا ماتت ودُفنت قبل أن تبدأ (...) لست مستعدًا لمواصلة الحيل التي لا تشكل رادعًا".

وكان رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك مصرًا على خطته "لإيقاف القوارب"، ودفع بخطة الترحيل المثيرة للجدل على الرغم من معارضة الجماعات الحقوقية والأحكام القضائية.

لكن حزب العمال تعهد بأنه سيتخلى عن هذه الخطة الساعية لترحيل المهاجرين إلى رواندا.

وأصبحت الهجرة قضية سياسية مركزية بشكل متزايد منذ خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2020، مع وعد رسمي "باستعادة السيطرة" على حدود البلاد.

وقال ستارمر في وقت سابق إن سياسة سوناك لم تكن رادعة ولا ذات قيمة.

وتعهد بمعالجة القضية "من المصدر" عبر سحق عصابات تهريب الأشخاص خلف المعابر.

وأوضح أن من العناصر المركزية في هذه السياسة، إنشاء قيادة "نخبة" جديدة لأمن الحدود تضم متخصصين في الهجرة وتنفيذ القانون، بالإضافة إلى جهاز الاستخبارات الداخلية إم آي 5.

ستارمر يبدأ "إعادة بناء" بريطانيا

يبدأ رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر في أول يوم له في منصبه السبت العمل على "إعادة بناء بريطانيا" عملًا بخطته، بعد تحقيق حزب العمال فوزًا ساحقًا في الانتخابات طوى به صفحة حكم المحافظين الذي استمر 14 عامًا.

وعقد ستارمر أول اجتماع لمجلس الوزراء السبت عند الساعة 11 صباحًا (11:00 بتوقيت غرينتش) بحضور أول وزيرة مال بريطانية ريتشل ريفز ووزير الخارجية الجديد ديفيد لامي.

وأمضى ستارمر ساعاته الأولى في داونينغ ستريت الجمعة في تعيين فريقه الوزاري، بعد تحقيق حزب العمال (يسار الوسط) فوزًا ساحقًا في الانتخابات التشريعية.

رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر - رويترز

والجمعة، كلّف الملك تشارلز الثالث رسميًا ستارمر بتشكيل الحكومة في المملكة المتحدة.

وقال ستارمر بعد تكليفه: "سنعيد بناء المملكة المتحدة".

وكرر "مهام" الحكومة الخمس الرئيسية في خطابه، وتعهد بإعادة خدمة الصحة العامة "على قدميها"، وضمان "حدود آمنة" وشوارع أكثر أمانًا.

لكن حكومته تواجه تحديات هائلة، بما في ذلك الركود الاقتصادي، والخدمات العامة المتداعية، والأسر التي تعاني من أزمة تكاليف المعيشة المستمرة منذ سنوات.

وقال ستارمر: "لا أعدكم بأن المهمة ستكون سهلة. الأمر لا يقتصر على الضغط على زر لتغيير البلاد بل يتطلب عملًا شاقًا وصبورًا وحازمًا".

نتيجة "تاريخية"

وهنأ زعماء العالم ستارمر الجمعة بعد الفوز الساحق.

وتحدث ستارمر هاتفيًا مع الرئيس الأميركي جو بايدن، و"ناقشا التزامهما المشترك بالعلاقة الخاصة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وطموحاتهما المتوافقة لتحقيق نمو اقتصادي أكبر"، بحسب لندن.

وتحدث أيضًا مع رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لايين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

في المقابل، تجاهل الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترمب فوز ستارمر، وقام بدلًا من ذلك بتهنئة نايجل فاراج.

وسيدخل حزب "إصلاح بريطانيا" المناهض للمهاجرين، البرلمان مع أربعة مقاعد. وسيصبح زعيمه نايجل فاراج نائبًا للمرة الأولى بعد ثماني محاولات.

وحصد حزب العمّال 412 مقعدًا، أي أكثر من المقاعد الـ326 الضرورية للحصول على الغالبية المطلقة في مجلس العموم والتمكن من تشكيل حكومة بمفرده.

والعدد أقل بقليل من النتيجة التاريخية التي سجلها توني بلير عام 1997 بحصول الحزب يومها على 418 مقعدًا.

أما حزب المحافظين بزعامة سوناك فسجّل أسوأ نتيجة له على الإطلاق منذ مطلع القرن العشرين، مع انتخاب 121 نائبًا في مقابل 365 قبل خمس سنوات عندما كان الحزب بزعامة بوريس جونسون.

وقد خسر عدد كبير من قياديي الحزب المحافظ مقاعدهم النيابية، على غرار وزير الدفاع غرانت شابس ووزيرة العلاقات مع البرلمان بيني موردانت التي كانت مرشحة لتولي زعامة الحزب مستقبلًا، كذلك خسرت رئيسة الوزراء المحافظة السابقة ليز تراس مقعدها.

وفي البرلمان الجديد سيشكل الليبراليون الديمقراطيون القوة الثالثة بحصولهم على أكثر من 70 مقعدًا.

وفي أسكتلندا أصيب الحزب الوطني الأسكتلندي الاستقلالي بانتكاسة كبيرة، ولم يفز سوى بتسع دوائر من أصل 57.

وفاز حزب الخضر بأربعة مقاعد، مقارنة بمقعد واحد في الاستحقاق الماضي.

وتم أيضًا انتخاب ستة نواب مستقلين، وهو أمر غير مسبوق، وألحق أربعة منهم الهزيمة بمرشحي حزب العمال في مناطق تقطنها أعداد كبيرة من المسلمين، وتركزت الحملات الانتخابية عن الحرب على غزة.

وحصل حزب العمال على نحو 34% من الأصوات، في تراجع عن 2019، وهو الأدنى على الإطلاق في الحصول على غالبية.

وفي الوقت ذاته، بلغت نسبة المشاركة أقل بقليل من 60% وهي الأدنى منذ عام 2001، ما يشير إلى لامبالاة على نطاق واسع.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة