الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

في الساحات وفوق السطح.. أطفال اليمن يبدؤون الدراسة وسط جائحة وحرب

في الساحات وفوق السطح.. أطفال اليمن يبدؤون الدراسة وسط جائحة وحرب

شارك القصة

يعترف المعلمون في اليمن بأنّ البيئة المتوفرة غير مناسبة للتعليم (غيتي)
يعترف المعلمون في اليمن بأنّ البيئة المتوفرة غير مناسبة للتعليم (غيتي)
تضرّرت نحو 2500 مدرسة في اليمن بفعل الصراع المستمر منذ سنوات في البلاد، فيما يتلقى الطلاب دروسهم داخل صفوف غير مجهزة لوجستيًا وصحيًا.

يفترش عشرات الطلاب في تعز اليمنية الأرض داخل منزل غير مجهّز، أصبح مقرًا لمدرسة الثلايا، مع بداية العام الدراسي الجديد، ويجد ملايين الأطفال في اليمن أنفسهم بلا مقاعد دراسية وحتى بدون مدارس في خضم موجة كورونا جديدة.

ويتلقّى الطلاب الدروس داخل صفوف مكتظة وغير مجهزة وسط نقص للخدمات وعدم توفر بيئة صحية ملائمة داخل المدرسة. وبسبب الاكتظاظ، أعطت المدرسة بعض الحصص الدراسية في الباحة المحيطة في المنزل وحتى فوق السطح، فيما لا يضع الطلاب الكمامات ولا يوجد أي تباعد اجتماعي في الصفوف.

وأشارت منظمة "اليونيسيف" التابعة للأمم المتحدة، إلى أن النزاع الدائر في اليمن منذ سبع سنوات أدى إلى جعل أكثر من 2500 مدرسة في البلاد غير صالحة للاستخدام، إذ تم تدميرها أو تحويلها لأغراض عسكرية أو استخدامها مراكز إيواء للنازحين.

كما أفادت تقديرات الأمم المتحدة بوجود مليوني طفل تقريبًا خارج المدارس قبل جائحة كوفيد-19.

وتعز في جنوب غرب اليمن، هي إحدى أكثر المدن تأثّرًا بالحرب، منذ أن بدأت في منتصف 2014.

وتخضع هذه المدينة لسيطرة القوات الحكومية، لكن مقاتلي جماعة الحوثي يحاصرونها منذ سنوات، ويقصفونها بشكل متكرر.

ويدرس 900 طالب في مدرسة الثلايا التي تقع في منطقة صينة جنوب غرب مدينة تعز. ويدفع كل طالب مبلغ 700 ريال يمني (دولار واحد) سنويًا للمدرسة لتوفير إيجار المبنى الذي تستأجره.

ويعترف المعلمون بأنّ البيئة المتوفرة غير مناسبة للتعليم، ما يتسبّب بتسرّب وهروب الكثير من الطلاب.

أطفال اليمن يفترشون الأرض في تعز لتلقي التعليم (غيتي)
أطفال اليمن يفترشون الأرض في تعز لتلقي التعليم (غيتي)

في هذا السياق، قالت المعلمة آسيا أمين أحمد: "الازدحام كثير للغاية هنا لهذا يمرض الأطفال كثيرًا، ولا توجد لدينا خدمات صحية والنوافذ غير مغلقة".

من جهته، أكد مدير المدرسة عبد الغني مهيوب أنّ هناك تسرّبًا للطلاب "بسبب عدم وجود خدمات أساسية مثل دورات المياه أو الكراسي. نعيش في العراء وغالبية الطلاب في بعض الفصول يوجدون خارج المدرسة في ساحة المدرسة".

كورونا أربك التعليم

ولفتت "يونيسف" في تصريحات لـ "فرانس برس"، إلى أنّ "تفشي جائحة كوفيد-19 أجبر على إنهاء العامين الدراسيين 2019-2020 و2020-2021 بشكل مبكر عن الأعوام السابقة ما أربك تعليم نحو 5,8 مليون طالب في المراحل الابتدائية والثانوية، بما في ذلك 2,5 مليون فتاة".

وفي 21 أغسطس/ آب الفائت، أعلنت الحكومة اليمنية أنها تبحث في خطة صحية لمواجهة "الموجة الثالثة من الوباء، والخطوات المتخذة لتعزيز قدرات مراكز العزل، وتكثيف الإجراءات الاحترازية والوقائية، للحد من تفشي الوباء".

وسُجّل في البلد البالغ عدد سكانه 30 مليون نسمة، رسميًا نحو 8000 إصابة.

من جهة ثانية، قالت يونيسف: إن "ثلثي المعلمين في اليمن -أي أكثر من 170 ألف معلم- لم يتقاضوا رواتبهم بصفة منتظمة منذ أكثر من أربع سنوات بسبب النزاع والانقسامات الجغرافية والسياسية في البلاد".

تابع القراءة
المصادر:
العربي، أ ف ب
تغطية خاصة
Close