بمناسبة احتفالات اليوم العالمي للبيئة التي استضافتها عاصمة ساحل العاج أبيدجان، دعت الأمم المتحدة إلى "بذل مزيد من الجهود" من أجل وضع حدّ لـ"كارثة التلوّث البلاستيكي".
وأشارت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إنغر أندرسن أمس الإثنين، إلى أنّ "الطريقة التي ينتج فيها العالم البلاستيك ويستهلكه ويتخلّص منه خلقت كارثة"، مؤكدة وجوب "بذل مزيد من الجهود".
ونقلت عنها وكالة "فرانس برس" قولها إنّ البلاستيك "نستخدمه بكثرة ومن دون داع: شفّاطات وأكواب وأكياس ووسائل حماية للسلع المنقولة. هناك جهود كثيرة يجب أن تبذل على مستوى الدول، وإنّما أيضًا على مستوى قطاع النقل".
وتفيد بيانات الأمم المتحدة، بأن الإنتاج السنوي للبلاستيك ازداد خلال عشرين عامًا بأكثر من الضعف ليتخطّى 430 مليون طنّ سنويًا.
ويمكن لهذا الرقم أن يرتفع ثلاثة أضعاف بحلول العام 2060، إن لم يحرّك العالم ساكنًا، وفق المصدر نفسه.
"انفتاح على الحوار"
وأمس الإثنين، احتُفل في أبيدجان باليوم العالمي للبيئة بنسخته السنوية الخمسين، علمًا بأنّ عاصمة ساحل العاج، على غرار مدن كبرى عدة في إفريقيا، تعاني من تلوّث بلاستيكي كبير.
وتساءلت أندرسن: "لمَ هناك الكثير من البلاستيك في إفريقيا؟، لأنّ الناس ليس لديهم مياه فيعمدون إلى شرائها بالأكياس أو القوارير. لمَ هناك الكثير من النفايات في الشوارع؟، بسبب عدم توفّر بنى تحتية لجمعها"، مشيدة بـ"انفتاح على الحوار" في هذا الشأن تبديه سلطات ساحل العاج.
وفي العام 2013، قرّرت حكومة ساحل العاج منع إنتاج النفايات البلاستيكية أو تسويقها أو تخزينها أو استعمالها. لكنّ هذا التدبير غير مطبّق إلا على نطاق ضيّق جدًا.
في #اليوم_العالمي_للبيئة.. دعوات لمواجهة التلوث البلاستيكي وزيادة المساحات الخضراء#دحر_التلوث_البلاستيكي pic.twitter.com/M5jW5pg73X
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 5, 2023
وبحسب الأمم المتحدة، فإنّ ثلثَي المواد البلاستيكية التي تُنتَج سنويًا هي عبارة عن منتجات قصيرة العمر تتحول إلى نفايات في وقت قصير، وأقلّ من 10% من المخلّفات البلاستيكية يخضع لإعادة التدوير.
إلى ذلك، يفترض أن تصاغ بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل مسوّدة معاهدة دولية لمكافحة التلوث البلاستيكي، تمهيدًا للتوصل إلى نصّ نهائي في أواخر العام 2024، وفق قرار تبنّته 175 دولة في باريس الأسبوع الماضي.
وكان برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي استضاف المحادثات في باريس، أصدر خطة لتقليل مخلفات البلاستيك بنسبة 80% بحلول عام 2040.
وفي ذلك التقرير، الذي صدر في مايو/ أيار الماضي، حدد البرنامج ثلاثة محاور تحرك رئيسية تتمثل في إعادة الاستخدام وإعادة التدوير واعتماد عمليات التغليف على مواد بديلة للبلاستيك.
وبحسب وكالة "رويترز"، انتقدت بعض الجماعات المعنية بالدفاع عن البيئة التقرير لتركيزه على إدارة المخلفات؛ إذ اعتبروا ذلك استسلامًا للضغط الذي تمارسه شركات تصنيع البلاستيك والبتروكيماويات.
وكانت دراسة جديدة اكتشفت أن عملية إعادة تدوير البلاستيك الهادفة إلى الحد من التلوث تؤدي إلى إنتاج جسيمات بلاستيكية متناهية الصغر، وهو ما يعد مشكلة بيئية أكثر خطورة.
وتمثل جسيمات البلاستيك خطرًا مباشرًا على صحة الكائنات الحية المختلفة، إذ يمتد تأثيرها المدمر من العوالق الحيوانية ليصل إلى تراكمها في أجسام الكائنات الأكبر حجمًا.