الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

في حال خسارة أردوغان.. ما انعكاس ذلك على علاقات تركيا الخارجية؟

في حال خسارة أردوغان.. ما انعكاس ذلك على علاقات تركيا الخارجية؟

شارك القصة

فقرة سابقة من "العربي اليوم" تعرض المناقشات الروسية-التركية حول إنشاء مركز إقليمي للغاز في تركيا وسط قلق أوروبي (الصورة: غيتي)
سيكون القادة الأوروبيون سعداء بـ"تركيا مرنة"، في حين قد تخسر روسيا شراكة اقتصادية ودبلوماسية مهمة إذا خسر أردوغان السلطة في انتخابات يوم الأحد.

تراقب العواصم الغربية وحلف شمال الأطلسي (الناتو) والكرملين نتائج الانتخابات الرئاسية التركية المقرّرة يوم غد الأحد، التي يعتمد عليها للعب دور الوساطة في العلاقات المُعقّدة والمُزعجة بين الأطراف.

ويسيطر احتمال خسارة الزعيم التركي رجب طيب أردوغان للانتخابات على عقول الدبلوماسيين، في ظلّ تساؤلات حول الانعكاسات المحتملة لذلك على الصعيد الدولي.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ القادة الغربيين والإدارة الأميركية لن يتحدثّوا بشكل علني ورسمي عمّا يفضّلونه، كي لا يتمّ اتهامهم بالتدخّل في السياسة الداخلية لتركيا، "لكنّهم سيُكونون سعداء" في حال خسارة أردوغان.

"شريك مزعج" للاتحاد الأوروبي

فتركيا، العضو المهم إستراتيجيًا في حلف شمال الأطلسي، أصبحت في عهد أردوغان "شريكًا مزعجًا بشكل متزايد لدول الاتحاد الأوروبي"، بحسب توصيف الصحيفة، حتى وصل بهم الأمر إلى التخلّي عن فكرة عضوية تركيا. وازداد غضب حلفاء تركيا في الناتو على أردوغان بعد عرقلته عضوية السويد في الحلف.

وتأمل دول "الناتو" أن يؤدي تغيير القيادة في تركيا إلى إنهاء المواجهة بشأن الموافقة على عضوية السويد في الحلف قبل قمة فيلنيوس بليتوانيا في يوليو/ تموز المقبل.

كما أثارت متانة العلاقة بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وخلافاته مع الناتو، غضب المسؤولين الأميركيين، بل ودفعت بعض أعضاء الكونغرس إلى اقتراح إبعاد تركيا من حلف الناتو، وفقًا للصحيفة.

وفي حين أنّ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبدرجة أقلّ حلف شمال الأطلسي، ستستفيد من انتصار المعارضة، فمن شبه المؤكد أن بوتين سيكون "الخاسر الأكبر" إذا تمّت الإطاحة بأردوغان، بحسب تحليل الصحيفة.

شريك لا غنى عنه لروسيا

أصبحت تركيا في عهد أردوغان شريكًا تجاريًا لا غنى عنه لروسيا، وفي بعض الأحيان وسيطًا دبلوماسيًا، وهي علاقة اكتسبت أهمية أكبر للكرملين منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 من فبراير/ شباط 2022.

من خلال رفضه فرض العقوبات الغربية على موسكو، ساعد أردوغان في تقويض الجهود الرامية إلى عزل الكرملين وحرمانه من الأموال اللازمة لتمويل الحرب. وفي الوقت نفسه، تغذّى الاقتصاد التركي المتعثّر على النفط الروسي زهيد السعر، مما ساعد أردوغان في سعيه لولاية ثالثة مدتها خمس سنوات.

ولم يرفض أردوغان الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا ووفّر سوقًا للنفط والغاز فحسب، بل أصبحت تركيا أيضًا مصدرًا لواردات موسكو التي تشتد الحاجة إليها، ورابطًا حاسمًا للاقتصاد العالمي من خلال اتفاقية تصدير الحبوب وسط تشديد العقوبات الغربية.

من جانبها، لم تستفد تركيا من الطاقة الروسية الرخيصة الثمن فحسب، بل أيضًا من الاستثمارات الروسية وعائدات السياحة الروسية، التي ارتفعت منذ بداية الحرب على أوكرانيا. وتقوم روسيا ببناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا، وأعلنت عن خططها لجعل أنقرة مركزًا لتجارة الغاز الطبيعي.

كما يشترك الزعيمان في خطاب مواجهة تجاه الغرب، مع التركيز على المظالم التاريخية ضد القوى العالمية الأخرى.

لكنّ "نيويورك تايمز" تعتبر أنّ شراكة بوتين وأردوغان كانت دائمًا قائمة على المصلحة الذاتية المتبادلة، بدلًا من التقارب الأيديولوجي. ويتنافس البلدان على النفوذ في القوقاز والشرق الأوسط، حيث يدعم الرئيسان فصائل مختلفة في النزاعات المسلحة في سوريا وليبيا.

من جهته، أثار مرشح تحالف الأمّة المعارض كليتشدار أوغلو، قلق الكرملين، بعد أن اتهم روسيا الأسبوع الماضي بـ"التدخل في انتخابات البلاد من خلال نشر المؤامرات والتزييف العميق والأشرطة التي تم الكشف عنها"، في إشارة إلى الفضيحة الجنسية المزعومة التي دفعت المرشّح محرم إنجه للانسحاب من المنافسة على الرئاسة التركية.

وعلى الرغم من أنّ كليتشدار أوغلو قد تعهّد بالحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع روسيا إذا فاز بالرئاسة، إلا أنّه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيُحافظ على التوازن الدقيق الذي يقوم به أردوغان في أوكرانيا.

وبينما يدافع قادة أوروبا بصمت عن هزيمة أردوغان، فإنهم يشعرون بقلق متزايد بشأن احتمال حدوث اضطرابات بعد الانتخابات، خصوصًا إذا خسر أردوغان بفارق ضئيل أو ذهبت الانتخابات إلى جولة إعادة ثانية في غضون أسبوعين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close