الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

اللاجئون والأمن والاقتصاد.. أوراق لاستقطاب الناخبين الأتراك قبل ساعة الحسم

اللاجئون والأمن والاقتصاد.. أوراق لاستقطاب الناخبين الأتراك قبل ساعة الحسم

شارك القصة

"العربي" يجول على آخر التحديثات حول الانتخابات التركية والاستعدادات للاقتراع (الصورة: رويترز)
تقترب ساعة الحسم في الانتخابات التركية، وسط تحديات أمام السلطة وترقب للمواطنين لما سيفرزه الاقتراع المرتقب يوم غدّ.

دعا رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية أحمد ينار جميع من يحق لهم التصويت في تركيا للتوجه إلى صناديق الاقتراع، والمشاركة فيما سماه العرس الديمقراطي.

وفي مؤتمرٍ صحافي، أضاف ينار أن كافة التدابير اتّخذت لتأمين مراكز الانتخابات، بما فيها المناطق المتضررة من الزلزال، كاشفًا أنه "سجّل نحو 8 ملايين و900 ألف ناخب في مناطق الزلزال وسيتم التصويت في المدارس غير المتضررة وستخصص مراكز في بيوت مسبقة الصنع في حدائق المدارس المتضررة".

هواجس الناخبين الأتراك

هذا وتواجه السلطات التركية تحديات كثيرة في المرحلة المقبلة، فالفائز في الانتخابات ستواجهه ملفات شائكة من الأمن إلى الاقتصاد، وتبعات الكوارث الطبيعية، وموضوع اللاجئين، وهي جميعها ملفات تتخذ أهميه كبيرة بالنسبة للمواطن التركي الذي يأمل في تحسن سريع للأوضاع بعد انتهاء الانتخابات.

ولا تتوقف محاولات استقطاب الشارع التركي من مختلف الأطراف، بحيث تشتد حدة المنافسة وتتصاعد معها حدة الخطاب السياسي في محاولة ربع الساعة الأخيرة قبل يوم الحسم.

فوعود من هنا وانتقادات، فيما يبني الشارع التركي خياراته ليس على السياسة فقط، إنما وفق برامج واضحة بشأن القضايا التي تهمه أيضًا، فاقتصاد البلاد ليس بأفضل حال والعملة المحلية تسجل تراجعًا كبيرًا، وكذلك ضعف الرواتب إضافة إلى التداعيات الاقتصادية لزلزال السادس من فبراير/ شباط الفائت.

في هذا السياق، يقول أحد المواطنين الأتراك لـ"العربي": "جئت من منطقة الزلزال وبالنسبة إليّ أريد أن يحصل تغيير في الانتخابات الحالية، فكل شيء أصبح باهظ الثمن رغم الوعود بمعالجة الأمر، ولا يمكن التأقلم والوضع الاقتصادي".

كما تصرّح مواطنة ثانية: "أبناء هذا البلد استقبلوا 13 مليون شخص من غير الأتراك في السنوات الـ10 الماضية، أي بلدٍ  يسمح بذلك".

تجمع لأنصار أردوغان في إسطنبول - رويترز
تجمع لأنصار أردوغان في إسطنبول - رويترز

وقطعت المعارضة وعود كثيرة، وكذلك الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ليشكّل ملف الأمن الهاجس الأكبر وسط انتقادات لوعود مرشّح الطاولة السداسية كمال كليتشدار أوغلو بإلغاء تصنيع المسيرات وغيرها، على الرغم من تصريحاته بالالتزام بالصناعات الدفاعية.

كذلك، يستخدم ملف آخر كورقة في الانتخابات التركية وهو موضوع اللاجئين السوريين، وسط تصاعد الخطاب التحريضي ضدهم بشكل خاص، بحيث هناك من يقول إن المعارضة تحرّض ضدّ اللاجئين والعرب لاستقطاب الناخبين وأن الرئيس التركي يعوّل على برنامجه في مواجهه الأزمة الاقتصادية، لتظل نتائج ما يجري على الأرض مؤجلة لحين فرز الأصوات.

ترقب الولايات التركية

متابعةً لهذا الملف، يرصد مراسل "العربي" من إزمير صابر أيوب الأجواء في الشارع التركي قبيل دخول البلاد حالة الصمت الانتخابي لانطلاق عملية الاقتراع يوم غد الأحد، بعد حملات انتخابية وصلت حدّتها إلى تبادل للاتهامات والتسريبات بين الطرفين.  

فيؤكد أيوب وجود حالة من الترقب ومعركة في الساحات وفي الميادين، ليس هناك فقط في إزمير لكن في جميع المدن التركية، لكن يبقى الاختلاف في إزمير هو قلق الناخبين وترقبهم للانتخابات والنتائج ليس في منطقتهم بل في المناطق والولايات الأخرى.

تجمع لأنصار مرشح المعارضة كليتشدار أوغلو في أنقرة - رويترز
تجمع لأنصار مرشح المعارضة كليتشدار أوغلو في أنقرة - رويترز

ويردف مراسلنا: "ففي إزمير تكاد تكون فيها النتائج محسومة، وهذا أمر معروف منذ بدء أول انتخابات تعددية في تاريخ تركيا عام 1945، فدائمًا حزب الشعب الجمهوري وأحزاب أخرى قريبة من هذا الحزب الذي أسسه كمال أتاتورك تنهل من نفس المبادئ".

فما زالت هذه الأحزاب هي من تفوز في الانتخابات، إذ لم يسبق لحزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان أن فاز في هذه الولاية منذ اعتلائه سدة الحكم عام 2001، وفق أيوب.

هذا هو الحال أيضًا بالنسبة لنحو ثمانية ولايات أخرى في منطقه بحر إيجيه غربي تركيا، التي ينشغل المواطنون فيها أيضًا بما ستفرزه الانتخابات في ولايات أخرى وليس في مناطقهم.

ويتابع: "الحملة الانتخابية هنا تميزت تقريبًا بسيطرة واضحة لحزب الشعب الجمهوري والأحزاب الأخرى منها أحزاب كردية، في وقت يعدّ الأكراد ثاني قومية في تركيا، وكتلة انتخابية مهمة جدًا والتي أعلنت دعم مرشح المعارضة كليتشدار أوغلو".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close