اتفق قادة دول جوار السودان، اليوم الخميس، في ختام قمتهم التي عقدت في القاهرة، على إنشاء آلية وزارية لوقف الاقتتال بين الأطراف المتنازعة في هذا البلد العربي.
وأعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في بيان ختامي ألقاه إثر قمة قادة دول الجوار السوداني، "الاتفاق على إنشاء آلية وزارية تعقد اجتماعها الأول في تشاد لوضع خطة عمل تنفيذية لوقف القتال والتوصل لحل شامل للأزمة في السودان".
وقال السيسي في البيان، إنّ المشاركين في القمة توافقوا على "الإعراب عن القلق العميق إزاء استمرار العمليات العسكرية والتدهور الحاد في الوضع الأمني والإنساني في السودان".
وأضاف: "أكدنا على الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه واعتبار النزاع الحالي شأنًا داخليًا".
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، يشهد السودان قتالًا عنيفًا بين الجيش وقوات الدعم السريع ما خلف مئات القتلى معظمهم مدنيون، وأكثر من 3 ملايين نازح ولاجئ في دول الجوار، وفقًا لوزارة الصحة السودانية والمنظمة الدولية للهجرة.
"مسار مكمل" لجهود التهدئة
وكان الرئيس المصري قد شدد في افتتاح القمة على أهمية وقف التصعيد بين الأطراف المتحاربة بهذا البلد وبدء مفاوضات جادة تهدف إلى وقف مستدام لإطلاق النار المتواصل منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي وخلف مئات القتلى وموجات نزوح للجوار بمئات الآلاف.
وشارك قادة دول جوار السودان السبع، في القمة التي عقدت بالعاصمة المصرية القاهرة لتسوية النزاع السوداني سلميًا، بحضور مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني.
من جهته، قال مراسل "العربي"، من القاهرة أن هذه القمة تأتي استكمالًا وبالتوازي مع المسارات الدبلوماسية سواء مسار جدة عبر الولايات المتحدة والسعودية أو مسار دول "إيغاد"، بحسب ما أعلنت السلطات المصرية.
وأضاف المراسل، أن الإشكالية تكمن في أن مجلس السيادة السوداني رفض معظم مخرجات قمة "إيغاد" في أديس أبابا التي عقدت قبل أيام، ومنها رفض دخول قوات أجنبية لحفظ السلام ومراقبة وقف إطلاق نار واعتبارها قوات معادية.
وأشار إلى أن قمة القاهرة تحاول العمل على إيجاد آلية وصيغة يقبل بها طرفي الصراع لمراقبة وقف إطلاق النار وهو المعضلة التي كانت تعطل الهدن خلال الفترات الماضية.
تبني موقف مشترك
ولفت المراسل، إلى أن قمة القاهرة ليست قمة مفاوضات بل هي قمة لدول الجوار لتبني موقف مشترك وعلى أساسه التواصل مع طرفي الصراع والضغط عليهما للقبول بمخرجاتها أو التوافق على مخرجاتها.
وأفاد بأن مصر ستتولى مع دول أخرى التباحث مع الجيش السوداني، بينما دولة جنوب السودان ستقوم بالتباحث مع قوات الدعم السريع لمناقشة مخرجات القمة. كما أن قمة القاهرة تبحث تداعيات الأزمة الإنسانية وخاصة أن مصر وتشاد استقبلتا العدد الأكبر من النازحين إضافة إلى إثيوبيا.
وقال مراسل "العربي": إن "بهذه القمة سيتحدث رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد والتي كانت مشاركته معلقة قبيل انعقاد القمة، وهناك من يرى أن حضوره له أهمية والتي تدفع مسار القاهرة للتوافق بين دول جوار السودان حول الأزمة السودانية".
مخرجات قمة إيغاد المنعقدة في #إثيوبيا لبحث الأزمة السودانية👇#العربي_اليوم #السودان تقرير: رشدي رضوان pic.twitter.com/jX2Nc8ZmKW
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 11, 2023
واستعرض المراسل، رؤية مصر حول الحل في السودان والتي جرى الحديث عنها في القمة، وهي ألا يكون هناك أيّ تدخل مباشر عبر قوات أجنبية، إذ تسعى القاهرة للوصول إلى هدنة دائمة، وكذلك ضرورة وصول المساعدات الإنسانية.
وخلص إلى أن الرؤية المصرية ستعمل بالاشتراك مع الدول المجاورة عبر الجهود الدبلوماسية لإقناع طرفي الصراع بالجلوس من خلال مفاوضات مباشرة وهي النقطة الأخيرة لإنهاء أزمة السودان التي تنظر لها القاهرة على أنها أزمة أمن قومي لمصر من جوانب مختلفة.