اضطر أكثر من ثلاثة ملايين شخص إلى مغادرة ديارهم بسبب النزاع في السودان؛ إن من خلال النزوح داخل البلاد أو الفرار إلى خارجها، على ما أفادت الأمم المتحدة.
فقدت أظهرت بيانات نشرتها إلكترونيًا المنظمة الدولية للهجرة، أن عدد الأشخاص الذين فرّوا من القتال في السودان إلى الخارج يقترب من 724 ألفًا، بينما يتجاوز عدد النازحين داخل البلاد 2.4 مليونًا.
وفر معظم هؤلاء إما من العاصمة الخرطوم، حيث يتركز الصراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، أو من دارفور حيث تصاعدت أعمال عنف عرقية. وتعد مصر وتشاد الدولتان اللتان استقبلتا أكبر عدد من الفارّين من العنف من السودان.
غير أنّ العدد الفعلي للأشخاص الذين فروا من البلاد هو بالتأكيد أعلى من الرقم الذي قدّمته المنظمة الدولية للهجرة، ذلك أنّ عدد الوافدين إلى مصر وهو نحو 256 ألفًا، يعود إلى 18 يونيو/ حزيران.
"ليس مجرد رقم"
إلى ذلك، نقلت وكالة "فرانس برس" عن الناطقة باسم المنظمة الدولية للهجرة صفاء مسهلي قولها: "لقد تجاوز العدد الثلاثة ملايين ممن اضطروا إلى مغادرة ديارهم بسبب النزاع في السودان. لكن هذا ليس مجرد رقم، فهؤلاء أشخاص انتُزعوا من جذورهم وتركوا حياتهم وراءهم، وعائلات انفصلت عن بعضها وأولاد لم يعد بإمكانهم الذهاب إلى المدرسة".
إعدامات جماعية وانتهاكات لحقوق الإنسان في #دارفور، وقوات الدعم السريع في قفص الاتهام#العربي_اليوم #السودان pic.twitter.com/24B70mBO4B
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 12, 2023
وشددت على الحاجة الماسّة إلى وقف فوري للقتال في السودان. وأضافت: "نحن بحاجة إلى دعم دائم من المجتمع الدولي لتقديم المساعدة والحماية للمتضرّرين من النزاع".
وأغرقت الحرب البلاد التي تعدّ من أفقر الدول في العالم، في حالة من الفوضى. لكن في حين تتزايد الاحتياجات الإنسانية للسكان والأشخاص الفارّين من العنف، تشكو الوكالات الإنسانية من نقص مساعدة المجتمع الدولي.
نهب وقتل وعنف جنسي
والقتال الذي اندلع في 15 أبريل/ نيسان الماضي، وأدى إلى تدمير مناطق واسعة في العاصمة وإلى موجات من الهجمات في دارفور، يتعرّض خلاله المدنيون لجرائم نهب وحالات انقطاع للتيار الكهربائي وانهيار في الخدمات الصحية وتزايد بجرائم العنف الجنسي.
وقد سلط تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الضوء على أعمال القتل الجماعية بحق المدنيين بإحدى القرى غرب إقليم دارفور.
ووجه التقرير أصابع الاتهام إلى قوات الدعم السريع وحلفائها، الذين هاجموا بلدة مستري في 28 من مايو/ أيار المنصرم.
وذكر أن القوات أعدمت 28 فردًا على الأقل من إثنية المساليت، وهي إحدى أبرز المجموعات العرقية غير العربية في غرب دارفور. وقال إن الذين حاولوا الفرار لم يسلموا من تلك القوات، التي استهدفت النساء والأطفال.
ولفت إلى أن قوات الدعم السريع وحلفاءها نهبوا القرية وأحرقوا بيوتها لاحقًا، وأجبروا الآلاف من السكان على الفرار عبر الحدود إلى تشاد.