الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

وفاة شينزو آبي متأثرًا بجروحه.. ماذا قال المهاجم عن دوافعه؟

وفاة شينزو آبي متأثرًا بجروحه.. ماذا قال المهاجم عن دوافعه؟

شارك القصة

لمحة عن السيرة الذاتية لرئيس الوزراء الياباني الأسبق شينزو آبي الذي تعرض للاغتيال اليوم (الصورة: تويتر)
توفي رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي (67 عامًا) متأثرًا بجروح أصيب بها عقب إطلاق النار عليه خلال تجمع انتخابي اليوم الجمعة.

أكد مسؤول كبير في الحزب الليبرالي الديمقراطي وفاة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي (67 عامًا) عقب إطلاق النار عليه خلال تجمع انتخابي الجمعة، على ما ذكرت هيئة البث اليابانية ووكالة جي جي للأنباء.

وقالت هيئة البث الوطنية: "بحسب مسؤول كبير في الحزب الليبرالي الديمقراطي، توفي رئيس الوزراء السابق آبي في مستشفى في مدينة كاشيهارا بمنطقة نارا، حيث كان يتلقى علاجًا عن 67 عاما".

وكشف طبيب في مستشفى نارا الجامعي حيث نقل آبي لتلقي العلاج، أن إصابة السياسي الياباني كانت عميقة بما يكفي للوصول إلى قلبه، ولم يملك أي علامات حيوية عند وصوله للمستشفى.

وأشار إلى ان رئيس الوزراء السابق نزف حتى الموت بعد إطلاق النار عليه.

وتعرض آبي، صاحب أطول فترة في منصب رئاسة الوزراء في اليابان، لإطلاق نار اليوم الجمعة خلال حملة انتخابية برلمانية، وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية: إن رجلًا مسلحًا بما يبدو أنه مسدس محلي الصنع فتح عليه النار من الخلف.

وأدان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا العملية التي وقعت في مدينة نارا بغرب البلاد خلال فعالية قبل انتخابات مجلس الشيوخ المقررة يوم الأحد، لافتًا إلى أنه "هجوم غير مقبول على أسس الديمقراطية في اليابان".

وفي وقت سابق، قال مسؤول بالمستشفى: إن قلب آبي كان متوقفًا على يبدو في أثناء نقله إلى المستشفى بعد أن كان محتفظًا بوعيه في البداية.

المهاجم "غير راضٍ عن آبي"

وأكدت الشرطة أنها ألقت القبض على رجل يبلغ من العمر 41 عامًا يشتبه في أنه نفذ الهجوم. ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون عن المشتبه به ويدعى تيتسويا ياماغامي قوله للشرطة إنه كان غير راضٍ عن آبي وأراد قتله.

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء هيروكازو ماتسونو في إفادة صحفية: "لا يمكن التسامح مع مثل هذا الفعل الوحشي".

وبثت هيئة الإذاعة والتلفزيون مقطع فيديو يظهر فيه آبي وهو يدلي بكلمة في إطار حملة انتخابية خارج محطة للقطارات عندما سُمع دوي طلقتين. ويصبح المشهد بعد ذلك مبهًما لفترة وجيزة ثم يظهر مسؤولو الأمن وهم يتعاملون مع شخص على الأرض يرتدي قميصًا رماديًا وسروالًا باللون البني. وشوهد دخان خلف آبي في مقطع فيديو آخر بثته الهيئة.

وأظهرت صورة لوكالة كيودو آبي راقدًا على الأرض في الشارع ووجهه للأعلى والدماء تغرق قميصه الأبيض. وكان الناس متجمعين حوله وقام أحدهم بتدليك للقلب.

وذكر تلفزيون تي.بي.إس أن آبي أصيب في الجانب الأيسر من الصدر وأيضًا في العنق على ما يبدو.

"لحظة حزينة جدًا"

وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة أن بلاده "تشعر بقلق عميق" بعد الهجوم بالرصاص على رئيس الوزراء الياباني السابق.

وصرح بلينكن للصحافيين على هامش اجتماع مجموعة العشرين في بالي "إنها لحظة حزينة جدًا"، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "حزينة جدًا وقلقة جدًا".

وكان بلينكن يتحدث في بداية اجتماع مع وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي التي تترأس محادثات مجموعة العشرين.

من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الجمعة إنه شعر بالفزع والحزن الشديد لسماع خبر "الهجوم الخسيس" على رئيس وزراء اليابان السابق.

وأضاف جونسون على تويتر: "قلبي مع عائلته وأحبائه".

بدوره، عبّر رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن حزنه العميق لإطلاق النار على شينزو آبي، واصفًا رئيس الوزراء الياباني السابق بأنه "صديق عزيز".

وكتب مودي على تويتر: "حزين جدًا جراء الهجوم على صديقي العزيز آبي"، مؤكدًا أن "أفكارنا وصلواتنا معه ومع أسرته وشعب اليابان".

وصرح وزير الخارجية التايلاندي دون برامودويناي لصحافيين في بانكوك أن رئيس الوزراء برايوت تشان أو تشا "مصدوم جدًا لما حدث لرئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي". وأشار إلى أن "برايوت وآبي صديقان وتربط بينهما علاقة وثيقة نسبيا".

الحياة السياسية لشينزو آبي

وإثر عملية الاغتيال، ارتفع الين وانخفض المؤشر نيكي الياباني.

واُشتهر آبي بسياسة "آبينوميكس" المتمثلة في تيسير السياسة النقدية والإنفاق المالي، كما عزز الإنفاق الدفاعي بعد سنوات من تراجعه ووسع قدرة الجيش لإظهار قوته في الخارج.

وفي تحول تاريخي عام 2014، أعادت حكومته تفسير الدستور السلمي، الذي تم وضعه بعد الحرب، للسماح للقوات اليابانية بخوض عمليات قتالية في الخارج لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي العام التالي، أنهى تشريع حظرًا على ممارسة حق الدفاع الجماعي عن البلاد، أو الدفاع عن دولة صديقة تتعرض لهجوم.

ومع ذلك، لم يحقق آبي هدفه طويل الأمد في مراجعة الدستور الذي صاغته الولايات المتحدة بكتابة قوات الدفاع الذاتي، وهي الصيغة التي يتم بها تعريف الجيش الياباني، في المادة التاسعة السلمية.

وكان لآبي دور فعال في الفوز باستضافة أولمبياد طوكيو 2020، لتتحقق أمنيته في رئاسة الحدث الرياضي الكبير الذي تم تأجيله عامًا واحدًا حتى 2021 بسبب جائحة كوفيد-19.

ووصل إلى المنصب أول مرة في عام 2006 وكان أصغر من يشغله في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية. وبعد عام شهد فضائح سياسية وغضبًا من الناخبين بسبب فقد سجلات خاصة بمعاشات التقاعد وهزيمة تكبدها حزبه الحاكم في الانتخابات، استقال آبي عازيا قراره لاعتلال صحته.

وتولى المنصب من جديد في 2012. وينتمي آبي لعائلة سياسية ثرية وكان والده وزيرًا للخارجية وجده رئيسًا للوزراء.

وتم انتخاب آبي لأول مرة في البرلمان عام 1993 بعد وفاة والده، واكتسبت شعبية من خلال اتخاذ موقف متشدد تجاه الجارة كوريا الشمالية في نزاع متعلق بمواطنين يابانيين اختطفتهم بيونغيانغ قبل عقود.

ويعد العنف السياسي أمرًا نادرًا في اليابان التي تضع قوانين صارمة لحيازة الأسلحة.

وفي عام 2007، تعرض حاكم ناغازاكي لإطلاق نار على يد أحد أفراد عصابات الياكوزا مما أودى بحياته. واغتيل رئيس الحزب الاشتراكي الياباني خلال خطاب ألقاه عام 1960 على يد شاب يميني بسيف ساموراي قصير.

وشغل آبي منصب رئيس الوزراء لفترتين وتنحي في عام 2020 بسبب اعتلال صحته. لكنه ظل حاضرًا ومهيمنًا على الحزب الديمقراطي الحر الحاكم إذ يسيطر على أحد فصائله الرئيسية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close