اعتقلت الشرطة الروسية عشرات الأشخاص، اليوم السبت، خلال مشاركتهم في مظاهرات بجميع أنحاء البلاد للمطالبة بالإفراج عن المعارض أليكسي نافالني، على الرغم من ضغوط السلطات.
وجاءت التظاهرات تلبية لدعوات نشرها فريق الناشط الشهير في مكافحة الفساد، للتجمع في 65 مدينة روسية.
وجرت الاحتجاجات الأولى في أقصى شرق روسيا حيث خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في فلاديفوستوك وخاباروفسك، بينما انتشرت قوات كبيرة من الشرطة أمام المتظاهرين، بحسب أنصار نافالني.
Барнаул. Шествие pic.twitter.com/jklrmbzX3M
— Усы Пескова (@Sandy_mustache) January 23, 2021
واعتُقل حوالى 50 شخصًا من المحتجين في 10 مدن روسية بحسب ما ذكرت منظمة "أو في دي-إنفو" غير الحكومية، المتخصصة في مراقبة الاعتقالات على هامش المظاهرات.
أما في العاصمة موسكو فقد اعتقلت شرطة موسكو ما لا يقل عن 10 أشخاص قدموا للتظاهر وسط العاصمة؛ وذكرت وكالة "فرانس برس" أنّ شرطة مكافحة الشغب التي كانت منتشرة بأعداد كبيرة، أوقفت قبل ساعة من التجمع المقرر في ساحة بوشكين، أوائل المتظاهرين الذين وصلوا بأعداد قليلة، ووضعتهم في حافلات السجن.
Russia begins a day of protests following Navalny’s arrest. Seven time zones away, in Vladivostok, it’s already the afternoon and the city has hit the streets: https://t.co/cXbuABkVWn
— Polina Ivanova (@polinaivanovva) January 23, 2021
وكانت الشرطة توعّدت بأن "تقمع بلا تأخير" أي تجمع غير مصرّح به تعتبره "تهديداً للنظام العام".
ومن جهته، أدان رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين التظاهرات "غير المقبولة" في أوج انتشار وباء كوفيد-19.
أما يوليا نافالنايا زوجة نافالني، فأعلنت عبر حسابها على أنستغرام عزمها على التظاهر في موسكو من أجل زوجها الذي "لا يستسلم أبداً".
ملاحقات قضائية وضغوط
وبما أن السلطات لم تسمح بهذه التجمعات، كان من المرجّح أن يواجه المتظاهرون في جميع أنحاء روسيا اعتقالات وحشية وملاحقات قضائية، لا سيَّما أن التجمعات الكبرى للمعارضة في موسكو بصيف 2019 شهدت اعتقال آلاف المتظاهرين السلميين. وصدرت ضد العديد منهم أحكام قاسية بالسجن بتهم القيام بأعمال عنف ضد الشرطة، على الرغم من احتجاج منظمات غير حكومية.
وكما حدث عام 2019، اعتقلت الشرطة الروسية هذا الأسبوع قبيل التعبئة، حلفاء قياديين لنافالني وحُكم على اثنين منهم بالسجن لفترة قصيرة، وأوقفت عددًا من المنسقين بعد دعوتهم إلى الاحتجاج.
يُذكر أن نافالني البالغ من العمر 44 عاماً، موقوف حتى 15 فبراير/ شباط، واعتقل على خلفية عدد من الإجراءات القانونية التي قامت بها الحكومة الروسية عند عودته الأحد الماضي بعد خمسة أشهر قضاها في ألمانيا للعلاج.
وكان نافالني قد أصيب في نهاية أغسطس/ آب من العام الماضي بمرض خطير في سيبيريا، ونُقل إلى المستشفى في حالة طوارئ في برلين، بعد تعرّضه على حد قوله، لتسميم بغاز الأعصاب من قبل الاستخبارات الروسية.
وفور توقيفه، دعا أنصاره وبعض المشاهير إلى تظاهرات من أجل إطلاق سراحه، بحيث تناقل الآلاف الدعوات إلى الاحتجاج على مواقع التواصل الاجتماعي.
وللحد من هذه الدعوات، هددت سلطة الاتصالات الروسية "روسكوماندزور" بفرض غرامات على منصات: "تيك توك"، و"يوتيوب" و"فكونتاكتي" المكافئ الروسي لفيسبوك.