في قمة بروكسل.. أمير قطر يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان

جدّد أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الأربعاء، مطالبته بوقف الحرب على غزة ولبنان، ووقف استفزازات المستوطنين المدعومين من الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وذلك خلال كلمته في أول قمة خليجية أوروبية انطلقت في بروكسل اليوم.

وأكد أمير دولة قطر مواصلة جهود الوساطة القطرية مع مصر والولايات المتحدة الأميركية للتوصل إلى وقف إطلاق النار.

وقال: "نحن في قطر نرى أن وقف إطلاق النار يُفترض أن يشكل تمهيدًا لإجراء مفاوضات جادة تؤدي إلى حل شامل وعادل ومستدام للقضية الفلسطينية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

القمة الخليجية الأوروبية تتويج لسنوات من العمل

وتنعقد القمة بمشاركة 33 رئيس دولة ورئيس وزراء، وتعتبر الأولى على مستوى رؤساء الدول والحكومات بين الجانبين منذ تدشين العلاقات الرسمية بينهما عام 1989.

واعتبر أمير دولة قطر أن هذه القمة تمثل تتويجًا لعمل دؤوب على مدار السنوات الماضية، وتعكس الاهتمام والحرص المتبادل لدى الطرفين الخليجي والأوروبي على تعزيز التعاون والحوار والتنسيق بينهما بصورة جماعية. كما أنها تدعم قنوات التواصل القائمة بالفعل على المستوى الثنائي بين الدول في الجانبين الخليجي والأوروبي.

وأشار الشيخ تميم إلى أن دول الخليج العربية ودول الاتحاد الأوروبي "ارتبطت بأواصر وعلاقات تاريخية وطيدة، استندت قوتها عبر العقود إلى اعتبارات المصالح المتبادلة والتوافق على مبادئ مثل احترام القانون الدولي، وتوطيد السلم والأمن الدوليين، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتحقيق الرخاء للجميع".

كما ثمّن أمير قطر اعتماد الاتحاد الأوروبي للوثيقة المشتركة للشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج في عام 2020، وتعيين ممثل خاص لمنطقة الخليج.

وأكد حرص دول مجلس التعاون على تعزيز العلاقات الخليجية الأوروبية في شتى المجالات من خلال تنسيق الجهود بشأن القضايا الإقليمية والدولية، وتحفيز التعاون التجاري والاستثمارات، وتبادل الخبرات في مجال البحوث والابتكار، ومكافحة التغيّر المناخي، والحفاظ على البيئة والتنوع الاقتصادي.

وأضاف: "إننا على يقين بأن مستقبل تعاوننا الخليجي الأوروبي واعد".

أهمية تعزيز العلاقات الخليجية الأوروبية

وتابع أمير دولة قطر: "كلنا ندرك حجم الأخطار والتحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي يواجهها العالم ولاسيما منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية في ظل استمرار الحرب في غزة ولبنان والحرب بين روسيا وأوكرانيا". 

واعتبر أنه في ظل حالة الاستقطاب التي يعيشها المجتمع الدولي تزداد أهمية تعزيز العلاقات بين الجانبين الخليجي والأوروبي، وقال: "نحن نعمل لأن يسهم ذلك في فعالية النظام الدولي في تعزيز مبادئ العدالة والشرعية الدولية بعيدًا عن سياسات ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين التي تقوّض نظام الأمن الجماعي الذي توافق عليه المجتمع الدولي منذ الحرب العالمية الثانية وأصبحت تهدد الاستقرار والأمن والسلم العالمي".

كما ثمّن الدور البارز الذي يقوم به الاتحاد الأوروبي في المحافظة على الأمن والسلم العالميين والمساهمة الفعّالة في الوصول إلى حلول سلمية للأزمات الدولية القائمة وجهوده في دفع عجلة الاقتصاد العالمي وتشجيع جهود التنمية في مختلف دول العالم. 

الحاجة الملحة لحل عادل للقضية الفلسطينية

وأشار أمير دولة قطر إلى أن قضايا الشرق الأوسط تحتل مكانة مهمة بالنسبة لأوروبا، كما أن القضايا الأوروبية تكتسب أهمية خاصة في البلدان العربية. وذكر أن "المنطقتين في حالة تماس جغرافي مباشر وتواصل سياسي واقتصادي وثقافي لم يتقطع عبر التاريخ".

واعتبر أن الحرب التي شنتها إسرائيل ولا تزال على الأراضي الفلسطينية وعلى لبنان، والتي تحوّلت فيها ارتكاب جرائم الحرب إلى روتين مرعب في غياب أي محاسبة دولية، تؤكد الحاجة الملحة إلى إيجاد تسوية شاملة للصراع.

وقال في كلمته: "يجب أن تقوم هذه التسوية على حل عادل للقضية الفلسطينية، بناءً على قرارات الشرعية الدولية، بما يشمل الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب إسرائيل".

كما لاحظ أمير دولة قطر دور الدول الأوروبية التي اتخذت موقفًا من الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين، ودعمت حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.

وأشار إلى أنه يتطلع إلى دور أوروبي أكبر في تعزيز الإجماع الدولي حول حل الدولتين، ونقله من القول إلى الفعل عبر مسار موثوق لا رجعة عنه لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967.

إلى ذلك، أكد رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، في كلمته خلال افتتاح القمة الخليجية الأوروبية، على أهمية القمة في تعزيز التعاون الأوروبي الخليجي.