أعلن الكرملين، اليوم الجمعة، أن موسكو تراقب عن كثب التطورات بشأن احتمال بناء قاعدة عسكرية تركية في أذربيجان، في تحرك قد يستلزم من روسيا أن تتخذ خطوات لضمان أمنها ومصالحها.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا على تواصل مكثّف مع تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، بشأن إرساء الاستقرار في جنوب القوقاز، حيث طرد جيش أذربيجان المدعوم من تركيا قوات أرمنية عرقية من قطاعات من الأراضي، كانت تسيطر عليها منذ التسعينيات في إقليم ناغورنو قرة باغ ومناطق محيطة به.
وعلّق المتحدث باسم الرئاسة الروسية على المعلومات: "دون أدنى شكّ، هذه قضية تحظى باهتمامنا الشديد".
وتابع: "نتواصل مع الجمهورية التركية من أجل استقرار الوضع في جنوب القوقاز".
تعاون عسكري بين تركيا وأذربيجان
وقالت تركيا وأذربيجان، يوم الثلاثاء الفائت، إنهما اتفقتا على تعزيز التعاون العسكري، ووقعتا إعلانًا في مدينة شوشا التي يطلق عليها الأرمن اسم شوشي، وهي أراض سيطرت عليها أذربيجان في قتال العام الماضي.
وقال رئيس أذربيجان إلهام علييف إن الإعلان يتعلق بالتعاون في قضايا السياسة والاقتصاد والتجارة والطاقة.
وأضاف علييف يوم الثلاثاء في مؤتمر صحافي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ أن "الأهم من ذلك كله هو اتفاق التعاون بين أذربيجان وتركيا في مجال صناعة الدفاع والمساعدات العسكرية المتبادلة".
اتفاقات عسكرية ولوجيستية بين #تركيا و #أذربيجان، وافتتاح ممر بري يكون همزة وصل بين البلدين pic.twitter.com/x792KyJKzw
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 16, 2021
أرودغان.. "لا يستبعد الفكرة"
وكانت قناة "إن.تي.في" التركية قد نقلت عن أردوغان أمس الخميس، أنه لا يستبعد إقامة قاعدة عسكرية تركية في أذربيجان، وذلك بموجب إعلان شوشا الموقع مؤخرًا مع أذربيجان.
وأضاف: "قد يحدث تطور وتوسع هنا في وقت لاحق".
روسيا "تتنبّه"
وذكر المتحدث باسم الكرملين ردًا على سؤال عن احتمال إقامة القاعدة التركية أن "نشر دول في حلف الأطلسي بنية أساسية عسكرية قرب حدودنا يسترعي الانتباه بشكل خاص من جانبنا، وهو أيضًا سبب يدفعنا لاتخاذ خطوات لضمان أمننا ومصالحنا".
وتحظى منطقة جنوب القوقاز، التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفياتي السابق، باهتمام خاص من روسيا التي تعتبرها منطقة نفوذ خاص بها.
وتتمركز قوات حفظ سلام روسية في ناغورنو قرة باغ بعد صراع العام الماضي، ولموسكو قاعدة عسكرية في أرمينيا المجاورة.
وروسيا على اتصال وثيق مع كل من أذربيجان وأرمينيا وتركيا بشأن الوضع في ناغورنو قره باغ، كما أشار ديمتري بيسكوف.
وأضاف بيسكونف قائلا: "نحن على اتصال وثيق بأنقرة وباكو ويريفان، لأننا نعتقد أن جميع الخطوات يجب أن تسهل الجهود لزيادة استقرار الوضع في جنوب القوقاز، وتعزيز البنية التحتية والخدمات اللوجستية، وكذلك لتحسين الوضع العام، ولا ينبغي أن تشمل أي عناصر قد تثير التوترات".
يذكر أن المنطقة شهدت توترات عسكرية الخريف الفائت، وبعد ستة أسابيع من القتال، وقّعت الدولتان اتفاق الهدنة بوساطة روسية في ناغورنو قره باغ، المعترف دوليًا بتبعيتها لأذربيجان، لكن غالبية سكانها من الأرمن. وتم أيضًا نشر قوات حفظ سلام روسية في الإقليم بموجب الاتفاق.
وسط دعوات دولية للتهدئة.. التوتر بين #أرمينيا و #أذربيجان يتجدد بعد اعتقال الأخيرة 6 جنود أرمن pic.twitter.com/p2nKrRa2WV
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 28, 2021