تبادل الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جايير بولسونارو ومنافسه اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الاتهامات الأحد خلال مشاركتهما في أولى المناظرات التلفزيونية قبل الانتخابات الرئاسية، حيث اتهم بولسونارو الرئيس السابق بارتكاب جرائم فساد كبيرة ورد عليه هذا الأخير بأنه "يدمر البرازيل".
والمرشحان اللذان انتظرا حتى اللحظة الأخيرة لتأكيد حضورهما المناظرة قبل انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول، لم يضيعا أي وقت في مهاجمة بعضهما البعض في ساو باولو.
ويخوض بولسونارو، الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب أسلوبه في التعامل مع أزمة كوفيد-19 والاعتراض على نظام التصويت في البرازيل، السباق ضد الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي ترك منصبه وهو يحظى بشعبية قياسية لكنه أدين بجريمة رشوة عام 2017.
وافتتح بولسونارو المبارزة الكلامية باتهام الرئيس السابق البالغ 76 عامًا بأنه "لص"، مركزًا على فضيحة عملية "غسل السيارات" التي شهدتها شركة بتروبراس العملاقة المملوكة من الدولة خلال عهده.
وأدى التحقيق في هذه القضية إلى سجن لولا من عام 2018 حتى 2019 بتهم فساد مثيرة للجدل ألغتها المحكمة العليا العام الماضي.
وتابع بولسونارو البالغ 67 عامًا هجومه على لولا بالقول "حكومتك كانت الأكثر فسادًا في تاريخ البرازيل"، مضيفًا "لقد كانت حكومة كليبتوقراطية، حكومة تقوم على السرقة، لأي سبب تريد العودة إلى السلطة؟ كي تفعل الشيء نفسه في بتروبراس مرة أخرى؟".
"هذه البلاد قد دُمرت"
ورد لولا معتبرًا أن بولسونارو ينشر "الأكاذيب"، واتهمه بالقضاء على النمو الاقتصادي ومبادرات مكافحة الفقر التي خلفها وشكلت إرثه كرئيس.
وقال لولا بصوته الأجش الذي يعد علامته الفارقة "هذه البلاد قد دُمرت".
ورغم تبادل الشتائم التزم المرشحان بقواعد المناظرة وحافظا على سلوك متحضر نسبيًا.
لكن التوتر بلغ أوجه في غرفة الصحافة حيث كان فريقا المرشحين البارزين يتابعان المناظرة، إذ علا الصراخ بين أندريه يانونيس النائب المؤيد للولا وريكاردو ساليس وزير البيئة السابق في حكومة بولسونارو، وتدخل البعض لإبعادهما عن بعضهما البعض.
واعتلى المنصة للمشاركة في المناظرة ستة من أصل 12 مرشحًا رئاسيًا.
رئيس يهدد الديمقراطية
وجاءت أشد الانتقادات التي واجهها بولسونارو في المناظرة من امرأتين من بين المرشحين الستة.
وقالت السناتور سيموني تيبيت المرشحة عن حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية الوسطية: عندما" سُئلت عن كيفية حل الصراع الراهن بين حكومة بولسونارو والقضاء "لدينا رئيس يهدد الديمقراطية. نحن بحاجة إلى تغيير الرئيس".
واتهم بولسونارو القضاء بتجاوز حدوده عندما سمح بعملية للشرطة استهدفت العديد من رجال الأعمال الذين أيدوا إعادة انتخابه بعد أن اتهمهم تقرير إعلامي بمناقشة إمكانية وقوع انقلاب في حال خسارة بولسونارو، وذلك على وسائل التواصل الاجتماعي .
واتهمت تيبيت بولسونارو بتأخير شراء اللقاحات ونشر أخبار كاذبة عن تفشي كوفيد-19 ، وقالت إنها تعرضت للترهيب من جانب بعض وزرائه خلال تحقيق أجراه مجلس الشيوخ حول تعامل الحكومة مع الفيروس.
وقالت مشيرة بأصبعها إلى الرئيس "أنا لست خائفة منك".
ونفى بولسونارو أنه مناهض لحقوق المرأة، وقال إن النساء في البرازيل يحبونه لأنه يدافع عن الأسرة ويعارض تقنين المخدرات.
غير أنه خلال المناظرة هاجم الصحفية فيرا ماجالهايس لانتقادها له وقال لها "أنتِ تفكرين بي أثناء نومك.. أنتِ وصمة عار على الصحافة".
لكن الأنظار في البرازيل التي يبلغ عدد سكانها 213 مليون نسمة شاخصة نحو المتصدر لولا، عامل المعادن السابق الذي قاد البرازيل بين عامي 2003 و2010، وخصمه بولسونارو الملقب بـ"ترامب الاستوائي" والذي يراهن على تحقيق تقدم كاسح وسط الاستقطاب الحاد.
ويتقدم لولا بنسبة 47% مقابل 32% لبولسونارو، وفقًا لأحدث استطلاع أجراه معهد "داتافولها".
وفي حال لم يفز أي مرشح بأكثر من 50% من الأصوات في الجولة الأولى التي ستجرى في 2 أكتوبر، فسيتم اللجوء إلى جولة إعادة في الثلاثين من الشهر نفسه.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خرج البرازيليون في مظاهرات في مدن عدة، تلبية لدعوة حركات وأحزاب يسارية، للمطالبة برحيل بولسونارو بسبب سياسته في التعامل مع جائحة كوفيد-19 وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.