قبل سريان الهدنة.. الاحتلال يكثف غاراته على غزة

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مساء الخميس، إن بلاده "لن تقبل بتهجير سكان قطاع غزة"، مشددًا على تنفيذ الهدنة الإنسانية التي تبدأ الجمعة "دون تأخير أو تسويف".

جاء ذلك في كلمة للرئيس المصري، في فعالية جماهيرية، بعنوان "تحيا مصر.. استجابة شعب تضامنًا مع فلسطين" بملعب القاهرة الدولي شرقي العاصمة المصرية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية بالبلاد.

وأوضح السيسي أن "مصر لديها 9 ملايين من الضيوف، فلا يمكن المزايدة على مصر وموقفها بعدم قبول تهجير قسري للفلسطينيين".

وشدد على أنه "لا تهجير للفلسطينيين في قطاع غزة إلى مصر"، وذلك يعد "خطًا أحمر".

رحب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الخميس، بالهدنة الإنسانية التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وحركة حماس.

وبحسب موقع "انتخاب" الإخباري، التقى عبد اللهيان مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في العاصمة الدوحة.

وقال عبد اللهيان خلال اللقاء: "نرحب بوقف إطلاق النار المؤقت في غزة، وإذا واصل النظام الإسرائيلي الحرب بعد وقف إطلاق النار هذا، فإن الوضع في المنطقة سيصبح أكثر توتراً وستصبح ردود الفعل أكثر انتشاراً".

وأشار إلى أن "إسرائيل لا يمكنها مواصلة الحرب دون دعم أميركي".

وذكر عبد اللهيان أن سبب هجمات قوات المقاومة ضد الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة هو أن "إدارة واشنطن تدعم الإبادة الجماعية في فلسطين، وهذا لا علاقة له بإيران".

أعلنت حركة "حماس"، الخميس، أن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة بحق نازحين في مدرسة تابعة للأونروا شمالي قطاع غزة راح ضحيتها نحو 30 شهيدًا و100 مصابًا.

وقالت الحركة في بيان: "المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني النازي في مدرسة أبو حسين التابعة للأونروا في مخيم جباليا، مساء اليوم الخميس، وارتقى فيها نحو ثلاثين شهيدًا، أصيب فيها نحو مائة من أبناء شعبنا، في حصيلة أوّلية".

وأوضح البيان أن هذه الحادثة "دليل على فاشية الاحتلال وساديته بعد فشله في مواجهة المقاومة وكتائب القسّام في الميدان".

وأضاف: "نؤكد أن النازيين الجدد الفاشلين في ميدان المواجهة، سيفشلون أيضًا في مخططاتهم لتهجير شعبنا الفلسطيني المرابط في هذه الأرض، والتي ستكون مقبرة للغزاة".

قالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الخميس، إنّ المستشفى الإندونيسي يتعرض لقصف إسرائيلي عنيف، مؤكدة خشيتها على حياة 200 جريح وكادر طبي داخله.

وأفادت الوزارة بأنّ القصف الإسرائيلي يطال المولدات الكهربائية وأجزاء كبيرة من مباني المستشفى الواقع شمالي قطاع غزة.

قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الخميس إنه يتوقع استمرار المعارك في قطاع غزة لمدة شهرين آخرين، على الرغم من التوصل إلى هدنة قصيرة في القطاع الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ 48 يومًا.

ووفقًا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية، قال غالانت خلال زيارته لقاعدة "عتليت" البحرية في الشمال: "ستكون هذه فترة راحة قصيرة، وفي نهايتها سيستمر القتال بكثافة"، حسب قوله.

وأضاف: "سيتم ممارسة الضغط لإعادة المزيد من المختطفين. ومن المتوقع أن يستمر القتال لمدة شهرين آخرين".

ومنذ 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي عملية برية داخل قطاع غزة، وسط مقاومة شرسة من حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية.

أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مساء الخميس، عن قصف تجمعات لقوات الاحتلال الإسرائيلي في موقع كرم أبو سالم بقذائف الهاون من العيار الثقيل.

وكانت السرايا قد أعلنت في وقت سابق عن قصفها لتجمعات الاحتلال في محور نتساريم وسط قطاع غزة، ومحيط قصر العدل بوابل من قذائف الهاون النظامي عيار 60.

استشهد عشرات المواطنين الفلسطينيين، مساء اليوم الخميس، في قصف استهدف مدرسة ومنازل مواطنين شمال قطاع غزة ووسطه، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".

وقالت الوكالة الرسمية، إنّ 27 شهيدًا ارتقوا وأصيب 93 آخرون على الأقل، في قصف مدرسة أبو حسين التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، التي تؤوي مئات النازحين، في مخيم جباليا شمال القطاع.

كما استشهد 8 فلسطينيين على الأقل، وأصيب آخرون، في قصف طيران الاحتلال الحربي منازل في مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة.

وأسفرت غارة لطيران الاحتلال استهدفت منزلًا في منطقة معن شرق خانيونس جنوب القطاع، عن إصابة عدد من المواطنين بجروح.

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مساء الخميس، ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 14 ألفًا و854 شهيدًا، بينهم أكثر من 6 آلاف و150 طفلًا، وأكثر من 4 آلاف امرأة.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان، إن "عدد الإصابات زاد عن 36 ألف إصابة؛ أكثر من 75% منها من الأطفال والنساء".

وأضاف أن عدد "المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بلغ أكثر من 1400 مجزرة".

وتابع: "بلغ عدد المفقودين قرابة 7 آلاف، إما تحت الأنقاض أو أن جثامينهم ملقاة في الشوارع والطرقات أو أن مصيرهم مازال مجهولاً، بينهم أكثر من 4 آلاف و700 طفل وامرأة".

طالبت مصر، أحد أطراف الوساطة بين إسرائيل وحركة "حماس" مساء الخميس، طرفي الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، بالالتزام بتنفيذ الاتفاق المنعقد بينهما.

ومن المقرر أن تبدأ الهدنة الإنسانية في قطاع غزة لمدة 4 أيام اعتبارًا من صباح غد الجمعة، وفق ما أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري بمؤتمر صحفي بالدوحة في وقت سابق الخميس.

وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات التابعة للرئاسة المصرية في بيان، إن بلاده "تؤكد ما تم الإعلان عنه من بدء سريان الهدنة المتفق عليها في قطاع غزة، في تمام الساعة السابعة صباح غد الجمعة".

وأكد رشوان "مطالبة مصر لطرفي الهدنة بالالتزام بتنفيذ اتفاق الهدنة وفقًا لما هو مخطط له وتم التوافق حوله"، دون مزيد من التفاصيل.

وأوضح رشوان أن "مصر تسلمت قائمتي المحتجزين والأسرى من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والمقرر الإفراج عنهم بعد ظهر اليوم الأول للهدنة، غدًا الجمعة"، وفق البيان ذاته.

أكد الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم الخميس، أن الاحتلال الإسرائيلي قبل في الهدنة المؤقتة بما تم طرحه قبل بدء مناوراته البرية في قطاع غزة ورفضه حينها.

وكشف أبو عبيدة في كلمة مسجلة جديدة، أنه تم توثيق استهداف 335 آلية عسكرية للاحتلال الإسرائيلي منذ بدء التوغل البري في مناطق شمال قطاع غزة، مشيرًا إلى أن كتائب القسام استهدفت 33 آلية عسكرية إسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وقال في التسجيل الصوتي: "نفذنا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة عمليات نوعية أوقعت قتلى في صفوف الاحتلال"، كما أضاف أنه جرى مهاجمة 8 جنود شرقي مستشفى الرنتيسي "وأمطرناهم بالرصاص وأسقطناهم قتلى وجرحى".

وكشف أبو عبيدة عن رصد قوة للاحتلال كانت تحاول تفجير نفق شمال جباليا "فخخناه وحققنا إصابات مباشرة"، وأكد أن كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية "أفشلت خطة العدو التي بنيت على قتل كل شيء وارتكاب المجازر بحق المدنيين" في القطاع.

وشدد على أنّ "العدو يخفي خسائره الحقيقية ونحن في التحام مع جنوده ونعرف أن لديه قتلى على أرض المعركة"، حسبما صرح به الناطق العسكري باسم القسام.

وقال: "كل المؤشرات تقول إن جنود العدو ليسوا جاهزين للمعركة ولا يدركون عواقبها"، مضيفًا: "جاهزون للاستمرار في التصدي للعدو مهما بلغت مدة العدوان ومهما كان مداها".

وأكد الناطق العسكري باسم كتائب القسام أنّ "السبيل الوحيد لإعادة أسرى العدو هو التبادل"، مشيرًا إلى أن "ما قبله العدو في الهدنة المؤقتة هو ما طرحناه قبل بدء المناورات البرية الإسرائيلية ورفضه حينها".

كما دعا إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال في الضفة الغربية وكل جبهات المقاومة، مشيدًا ما فعله اليمنيون الذين "كسروا قيود الجغرافيا، بالإضافة إلى "إخواننا في لبنان الذين يحاصرون الاحتلال في الشمال"، حسبما أكده في التسجيل الصوتي.