الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

قتلى في دنيبرو.. الكرملين يتهم أوكرانيا بالتسبب في تجمد محادثات السلام

قتلى في دنيبرو.. الكرملين يتهم أوكرانيا بالتسبب في تجمد محادثات السلام

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" عن سيطرة الانفصاليين الكاملة على على مدينة ليمان الإستراتيجية في إقليم دونباس (الصورة: وسائل التواصل)
اتهم المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف كييف بالتسبب في تجمد محادثات السلام بين البلدين، معتبرًا أن "القيادة الأوكرانية تدلي باستمرار بتصريحات متناقضة".

بعد تعثر المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، اتهم الكرملين اليوم الجمعة كييف بالتسبب في تجمد محادثات السلام بين البلدين، قائلًا: إن "ما تريده كييف غير واضح".

وصرّح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في اتصال مع صحافيين بأن "القيادة الأوكرانية تدلي باستمرار بتصريحات متناقضة، وهذا لا يسمح لنا بأن نستوعب بشكل كامل ما يريده الجانب الأوكراني".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق: إنه حاول مرارًا ترتيب اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب، لكن روسيا لا تبدو مستعدة بعد لإجراء محادثات سلام جادة.

وأضاف زيلينسكي في كلمة لمركز أبحاث إندونيسي: "هناك أشياء يجب مناقشتها مع الزعيم الروسي. لا أقول لكم إن شعبنا يتوق لأن أتحدث إليه، لكن علينا أن نواجه حقائق ما نمر به".

وتابع قائلًا: "ماذا نريد من هذا الاجتماع؟ نريد استعادة حياتنا. نريد استعادة حياة دولة ذات سيادة داخل أراضيها".

وجرت آخر مفاوضات سلام مباشرة معروفة بين الجانبين في 29 مارس/ آذار. واستمرت الاتصالات عن بُعد لفترة لكن كلا الجانبين يقولان الآن إنها توقفت.

"نحو عشرة قتلى" في دنيبرو

على الصعيد الميداني، قُتل نحو 10 أشخاص وأُصيب أكثر من 30 بجروح في قصف روسي على موقع عسكري في مدينة دنيبرو بوسط أوكرانيا الجمعة، حسبما أفاد مسؤول دفاع محلي.

وقال القائد الإقليمي للحرس الوطني غينادي كوربان لقناة "دنيبرو تي في" التلفزيونية المحلية: "استُهدف مركز لتدريب الحرس الوطني صباح اليوم الجمعة بصواريخ إسكندر. للأسف، قُتل نحو عشرة أشخاص وأُصيب بين 30 و35 شخصًا".

الانفصاليون يستولون على بلدة ليمان

وفي سياق متصل، أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا الجمعة أنهم استولوا على بلدة ليمان التي تعد مفترق طرق مهمًا في دونباس، وشاهدًا على حدة المعارك في شرق أوكرانيا، حيث يبدو أن موسكو تتقدم بسرعة أكبر منه خلال الأسابيع الماضية.

وأكدت "هيئة أركان الدفاع عن الأراضي لجمهورية دونيتسك" الانفصالية على حسابها على تلغرام أنها "سيطرت بشكل كامل" على "كراسني ليمان" (الاسم القديم لليمان) بفضل وحدات عسكرية من منطقة لوغانسك الانفصالية و"دعم نيران" القوات المسلحة الروسية.

وتعد ليمان تقاطعًا مهمًا للسكك الحديد يقع شمال شرق مدينة سلوفيانسك التي استعادتها كييف من الانفصاليين الموالين لروسيا عام 2014، وكراماتورسك عاصمة الجزء الخاضع لسيطرة أوكرانيا من منطقة دونيتسك شرقًا.

وتمهد السيطرة على ليمان الطريق باتجاه سلوفيانسك ثم كراماتورسك، مع إحراز تقدم في محاولة تطويق سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، وهما مدينتان أوكرانيتان مهمتان تقعان في أقصى الشرق.

وكان الانفصاليون أكدوا الثلاثاء أنهم يسيطرون على نصف ليمان.

معركة السيطرة على دونباس

وبعد فشله في الاستيلاء على كييف وخاركيف، أعاد الجيش الروسي تركيز جهوده للسيطرة على كامل حوض دونباس الصناعي الذي يسيطر على جزء منه انفصاليون موالون لروسيا منذ 2014.

وبمساندة قصف كثيف، يهدد الجيش الروسي سيفيرودونيتسك التي قد تواجه المصير نفسه الذي لقيه ميناء ماريوبول الكبير في جنوب شرق البلاد. وقد دمر إلى حد كبير بعد حصار دام أسابيع.

وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" في واشنطن إن الجيش الروسي يحاول تطويق المدينة والمدينة المجاورة ليسيتشانسك.

وأضاف "نعتقد أن القوات الروسية تمكنت من السيطرة على الجزء الأكبر من شمال شرق سيفيرودونتسك رغم استمرار القتال".

قتلى في لوغانسك

من جانبه، أفاد رئيس الإدارة المدنية والعسكرية في سيفيرودونيتسك ألكسندر ستريوك بأنه ما زال هناك بين 12 ألفًا و13 ألف شخص في المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ مئة ألف نسمة قبل الحرب.

من جهة أخرى، أعلن حاكم المنطقة سيرغي غايداي صباح الجمعة أن خمسة مدنيين على الأقل قتلوا خلال الساعات الـ24 الماضية في منطقة لوغانسك بشرق أوكرانيا. وقال إن أربعة منهم قتلوا في سيفيرودونتسك ولحقت أضرار بخمسين مبنى هناك.

كما قتل رجل بقذيفة في كوميشوفاخا، على بعد 50 كيلومترًا من سيفيرودونيتسك. وكتب سيرغي غايداي على تلغرام: "نسي سكان سيفيرودونتسك معنى وقف إطلاق النار لمدة نصف ساعة على الأقل".

وفي سياق متصل، نقلت وسائل الإعلام الأوكرانية عنه أن "60% من المساكن في سيفيرودونتسك دمرت وما بين 85% و90% من مباني المدينة تضررت وستحتاج إلى عملية ترميم كبيرة".

في غضون ذلك، أطلقت صفارات الإنذار من غارات جوية مجددًا فجر الجمعة في خاركيف، حيث أدت عمليات قصف في اليوم السابق إلى سقوط 9 قتلى و19 جريحًا، جميعهم من المدنيين حسب زيلينسكي. وقال الرئيس الأوكراني إن رضيعًا في شهره الخامس ووالده قتلا بينما أصيبت الأم بجروح خطيرة.

وكانت روسيا أوقفت هجومها على خاركيف في منتصف مايو/ أيار لحشد مزيد من القوات في شرق وجنوب أوكرانيا، وبدأت الحركة تعود إلى المدينة ببطء في الأيام الأخيرة ولا سيما مع استئناف حركة قطارات الأنفاق.

لكن القوات الروسية تحتفظ بمواقع في شرق خاركيف. وحفر الأوكرانيون خنادق جديدة حول المدينة ووضعوا كتلًا خرسانية وأكياس رمل ونقاط تفتيش على الطرق استعدادًا لهجوم جديد محتمل.

في هذا السياق، طالبت السلطات الأوكرانية مرة أخرى الغرب الجمعة بمزيد من الأسلحة. وكتب ميخايلو بودولياك مستشار الرئاسة الأوكرانية في تغريدة على تويتر أن "بعض الشركاء يتجنبون إعطاء الأسلحة اللازمة خوفًا من التصعيد".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close