منذ إخفاق القوات الروسية في السيطرة على كييف وخاركيف شمالًا، تحوّل إقليم دونباس شرقي أوكرانيا إلى مركز الهجوم الروسي، وإن اقتضى الأمر تدميره بالكامل وتحويله إلى "جحيم".
لكن هذا الأوضاع تحوّلت إلى جحيم للقوات الروسية ايضًا، إذ أعلنت هيئة الأركان العامّة للقوات الأوكرانية مقتل 40 جنديًا روسيًا وتدمير دبابتين ومدرعتين في شمال البلاد، ليرتفع بذك عدد قتلى الجنود الروس إلى أكثر من 28 ألف جندي.
أما في ماريوبول، فيبدو المشهد مختلفًا، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرتها الكاملة على المدينة بعد حصار دام قرابة 3 أشهر، واستسلام مئات المقاتلين في مصنع آزوفستال.
#عاجل | وزارة الدفاع الروسية: إتمام السيطرة على مجمع آزوفستال الصناعي في ماريوبول جنوبي #أوكرانيا pic.twitter.com/QZ2aOXOqnz
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 20, 2022
بدورها، أعلنت "كتيبة آزوف" وقف الدفاع عن المدينة استجابة لأوامر من القيادة العسكرية. وقال دينيس بروكوبينكو، أحد قادة "كتيبة آزوف" إنه "بعد 86 يومًا في الدفاع عن ماريوبول، أمرتنا القيادة العليا بإنقاذ حياة الجنود، والتوقّف عن القتال دفاعًا عن المدينة".
وتستمر كييف بالمطالبة بتزويدها بمزيد من القدرات العسكرية لتعزيز صفوفها بوجه القوات الروسية.
واستجاب الكونغرس الأميركي مرة أخرى للطلب الأوكراني، وصوّت بالموافقة على حزمة مساعدات جديدة لكييف، بقيمة 40 مليار دولار، من بينها مساعدات عسكرية بقيمة 6 مليارات دولار. يفترض أن تزوّد هذه الحزمة الجديدة كييف بآليات مصفّحة وتعزّز دفاعها الجوي.
وأبقى البنتاغون الباب مفتوحًا أمام تزويد أوكرانيا بأسلحة متطوّرة أخرى.
وكشف مسؤولون أميركيون أن البيت الأبيض يعمل على تزويد أوكرانيا بصواريخ متطورة مضادة للسفن لمساعدتها في كسر الحصار البحري الروسي.
وتزداد المخاوف من زيادة حدة الصراع، في حال إغراق سفن روسية أخرى، بعد غرق سفينة " موسكوفا".
ولا يرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في هذه المساعدات منة على أوكرانيا، فهي البوابة الشرقية للغرب، كما أنها تدفع ثمنًا باهظًا لهذه الحرب التي ارتكبت القوات الروسية جرائم خلالها، وفق اتهامات كييف التي تريد محاكمة مرتكبيها.
"موسكو وواشنطن تسعيان إلى تجنّب الأسوأ"
وقال يفغيني سيدورف، الكاتب السياسي الروسي: بعد سقوط ماريوبول تتجه القوات الروسية إلى الانتهاء من عملية السيطرة على لوغانسك وثمّ دونتسيك، بهدف الوصول إلى الحدود الإدارية لما يُعرف باسم "جمهوريتي لوغانسك ودونتسيك" الانفصاليتين، علمًا أن الانفصاليين لم يسيطروا إلا على ثلث أراضي هاتين "الجمهوريتين" قبل بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وأضاف سيدروف، في حديث إلى "العربي" من موسكو، أن الحديث عن تراجع القوات الروسية في خاركيف "غير مؤكد"، حيث أشار إلى أن روسيا ستتمكن من السيطرة على دونباس في وقت قريب جدًا.
ولفت إلى أن هناك محاولات للعودة إلى مسار التفاوض بين البلدين، كما أن هناك اتصالات عالية المستوى بين مسؤولي الدفاع الروسي والأميركي، وهذا دليل على أن الطرفين يسعيان إلى تجنّب أسوأ سيناريو ربما يقضي باستخدام أسلحة نووية.
ورأى أن انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي هو "خطوة شكلية"، ولن تكون لها "تداعيات على الحرب في المنطقة".