أحدثت السلطات العراقية حالة من البلبلة، بعد إعلانها اعتقال سامي جاسم محمد الجبوري الإثنين، وهو المشرف العام لإدارة الملفات المالية والاقتصادية لتنظيم "الدولة" ونائب الزعيم السابق للتنظيم أبو بكر البغدادي، في عملية استخباراتية خارج الحدود.
وصرّح مصدر عسكري عراقي لوكالة "فرانس برس" بأن عملية الاعتقال تمّت في تركيا، من دون أن يتم تأكيد ذلك حتى الآن.
وأشاد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بجهاز المخابرات الذي تمكّن من "إنجاز المهمة بنجاح".
من جهته، قال المتحدث باسم قيادة العمليات في العراق، اللواء تحسين الخفاجي: إن جهاز المخابرات الوطني العراقي تمكّن من إلقاء القبض على "المجرم الخطير"، مشيرًا إلى أنّ "الجهاز قام بعملية نوعية استطاع من خلالها استدراج نائب أبو بكر البغدادي من دولة أخرى وإلقاء القبض عليه داخل العراق".
ونقلت وكالة "رويترز"، عن "مصدر أمني إقليمي كبير" ومصدرين أمنيين عراقيين، مشترطين عدم الكشف عن هويتهم، قولهما: إن المخابرات التركية ساعدت العراق في اعتقال قيادي في تنظيم "الدولة" كان مختبئًا شمالي غرب سوريا.
"قُتل سابقًا"
لكن ما أثار الجدل هو أن خبر إلقاء القبض على الجبوري سبقته بعض التقارير التي تحدثت عن مقتله عام 2016 أيضًا.
فقد كشفت القوات الأميركية حينها مقتل أحد أفراد تنظيم "الدولة" خلال عملية مشتركة مع القوات الكردية، لكنها لم تؤكد أن الرجل الذي قُتل هو الجبوري بحسب "سي إن إن".
وكانت سلطات إقليم كردستان قد أعلنت مقتله في 11 أغسطس/ آب 2016 كذلك، في عملية مشتركة مع القوات الأميركية، بالقرب من مدينة القائم العراقية التابعة لمحافظة الأنبار. وقد سبق أن قال مجلس أمن إقليم كردستان إن "القتيل هو سامي جاسم محمد الجبوري المعروف بالاسم الحركي حاجي حامد"، معتبرة مقتله "أحدث انتصار في معركة التحالف المستمرة ضد القوة المالية للمنظمة الإرهابية".
أبرز المطلوبين دوليًا
وعُرف الجبوري بعدة ألقاب أخرى مثل "أبو آسيا" و"أبو عبد القادر الزبيدي"، وهو يُعد أحد أبرز المطلوبين دوليًا، حيث وضعته وزارة الخزانة الأميركية في قائمة الإرهابيين الدوليين عام 2015، معلنة عن مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار مقابل الإبلاغ عنه.
وكان الجبوري من أنصار زعيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، فيما التقى عام 2012 بأبي بكر البغدادي، حيث أصبح نائبه وتقلّد عدة مناصب مهمة في القضاء والمالية، وشغل أيضًا منصب نائب "والي دجلة".
كما تولى الإشراف على ديوان "بيت المال" في التنظيم، وكان يشرف على عمليات بيع الغاز والنفط والآثار والمعادن لصالح التنظيم، بعد استيلاء الأخير على مساحات كبيرة من العراق وسوريا عام 2014.