قُتل خمسة أشخاص وخُطف عدد كبير من النساء في هجوم على مخيم للاجئين الإريتريين في إقليم عفر شمالي إثيوبيا، الذي يشهد معارك تسبّبت في نزوح آلاف الأشخاص، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة اليوم الجمعة.
وجمعت المفوضية إفادات من أشخاص فرّوا من مخيم للاجئين في منطقة باراهلي القريبة من الحدود مع إقليم تيغراي؛ ومفادها أن "مسلحين دخلوا المخيم في الثالث من فبراير/ شباط، ونهبوا ممتلكاتهم واحتلوا منازلهم"، كما "قتلوا ما لا يقل عن خمسة لاجئين، فيما خُطفت نساء عدة".
وأضافت الوكالة الأممية أن "عائلات فُقدت في فوضى الفرار من المخيم"، مؤكدة "فرار آلاف اللاجئين من باراهلي والمناطق المحيطة بها"، بسبب المعارك التي "غمرت" المنطقة.
جرائم قتل واغتصاب جماعي.. العفو الدولية تتهم مقاتلي #تيغراي بانتهاكات "مروعة"#العربي_اليوم تقرير: حازم العريضي تابعوا المزيد عبر البث المباشر للتلفزيون العربي على يوتيوبhttps://t.co/DUMyi3CyCS pic.twitter.com/nAGR26SCxh
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 16, 2022
وبعد 15 شهرًا من بدء النزاع في تيغراي بين القوات الموالية للحكومة ومتمردي جبهة تحرير شعب تيغراي، تركز القتال في الأسابيع الأخيرة في إقليم عفر المجاور.
وأعلنت جبهة تحرير شعب تيغراي في يناير/ كانون الثاني، أنها تنفذ عمليات في عفر ردًا على هجمات للقوات الموالية للحكومة على مواقعها.
"لم أرَ قط شيئا كهذا"
وفيما لم تعطِ المفوضية في بيانها أي مؤشر إلى هوية المهاجمين الذين استهدفوا المخيم، تحدثت وكالة "فرانس برس" هذا الأسبوع إلى العديد من اللاجئين الناجين في سيميرا عاصمة عفر، قالوا إنهم يعتقدون إن جبهة تحرير شعب تيغراي هي المسؤولة.
وقال اللاجئ محمود أحمد: "لم أرَ قط شيئًا كهذا". وأضاف: "لم أرَ قط جنودًا يطلقون النار على المدنيين. لم يكن هناك جنود لقتالهم، كانوا مدنيين بينهم نساء وأطفال. وكانوا يستخدمون أسلحة ثقيلة للغاية".
فقد أحمد اثنين من أبنائه السبعة؛ طفل عمره ستة أعوام وطفلة عمرها أربع سنوات، إضافة إلى إحدى زوجتَيه.
وحمّل مسؤولون في الحكومة الإقليمية وكذلك الوكالة الوطنية الإثيوبية للاجئين والعائدين المسؤولية لجبهة تحرير تيغراي.
لكن متحدثًا باسم جبهة تحرير شعب تيغري ندّد بـ"أكاذيب" المسؤولين الحكوميين، نافيًا شنّ أي هجوم على اللاجئين الإريتريين.
وقال المتحدث كنديا جبريهيوت: "قواتنا استهدفت فقط مثيري الشغب المسلحين من حكومة عفر والمرتزقة الأريتريين".
وأشارت "فرانس برس" إلى أنه لا يزال يتعذر الوصول إلى المخيم، ولا يمكن التحقق من هذه الادعاءات بشكل مستقل.
استهداف متكرر
يعيش أكثر من 100 ألف لاجئ إريتري في إثيوبيا، وقد استُهدفت المخيمات التي تؤويهم بشكل متكرر أثناء النزاع الذي بدأ في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، بعد أن أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد الجيش الفدرالي لإطاحة سلطات تيغراي المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي.
ولفتت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير منتصف سبتمبر/ أيلول، إلى أن اللاجئين الإريتريين وقعوا ضحايا لانتهاكات بينها الإعدام بإجراءات موجزة والاغتصاب، مستنكرة "جرائم حرب واضحة".
ومنذ بداية النزاع، تعرض مخيما هيتساتس وشيملبا في شمال تيغراي للنهب ثم دُمرا بالكامل.
#إثيوبيا.. دعوات دولية لانعقاد مجلس الأمن من أجل بحث المأساة الإنسانية الحادة في #تيغراي تقرير: راميا يحيى pic.twitter.com/lN6iyWaFU7
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 28, 2022
ويُتهم الجيش الإريتري، الذي دعم القوات الحكومية الإثيوبية، كما يتهم متمردو تيغراي، بقتل واغتصاب لاجئين. ولا يزال الآلاف من سكان المخيمَين في عداد المفقودين.
وتضرّر مخيما ماي عيني وأدي هاروش من القتال في يوليو/ تموز. ويُعد هجوم باراهلي الأول ضد مخيم خارج تيغراي.
أُنشئ المخيم عام 2009، وكان يأوي نحو 21 ألف لاجئ في ديسمبر/ كانون الأول 2021، وفق الأمم المتحدة. كما يعيش أكثر من 13 ألف لاجئ آخر في المناطق المحيطة.
وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من أربعة آلاف لاجئ وصلوا من باراهلي إلى منطقة سيميرا.
وأشارت وكالة "فرانس برس" إلى أنها شاهدت مئات الأشخاص هناك هذا الأسبوع متجمعين على أرض فندق فخم مغلق، بعضهم استخدم صناديق من الورق المقوى لحماية أنفسهم من أشعة الشمس الحارقة.
وقالت إن نحو 10 آلاف لاجئ آخر "يعيشون في بلدة أفديرا، على بعد حوالي 225 كيلومترًا من سيميرا"، وفق الوكالة الأممية.
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد قال الشهر الماضي: إن تسعة ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية في أقاليم تيجراي وعفر وأمهرة، بينما تواجه منظمات الإغاثة صعوبة في الوصول إلى مناطق معزولة.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن القتال في عفر جعل من المستحيل توصيل المساعدات الإنسانية إلى تيغراي بالطرق البرية منذ 15 ديسمبر.
وأضافت أن الوقود نفد لدى كل جماعات المساعدات الدولية في تيغراي، وأن المنظمات توزع ما يمكنها توزيعه سيرًا على الأقدام.
ونقلت وكالة "رويترز" في الثامن من فبراير الجاري عن عامل إغاثة في عفر، طلب عدم ذكر اسمه، قوله: "الناس هنا يفرون في حالة ذعر في جميع الاتجاهات".