يعاني 25 مليون إنسان من أنحاء العالم من الفصام الذي يعد الاضطراب الذهاني الأكثر شيوعًا وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
فلقد اجتهد علماء في تشيلي في إمكانية تمهيد الطريق لعلاج هذا المرض استباقيًا، إذ توصلوا إلى أن الفصام يمكن أن يرتبط بتكوين الجهاز العصبي أثناء الحمل، مما يمهد الطريق لعلاج وقائي محتمل.
وفي هذ الصدد، توضح فيرونيكا بالما من جامعة تشيلي أن ما يحدث للجنين أثناء الحمل ربما يؤثر عليه صحيًا، على الرغم من أن الفصام مرض يأتي في فترة المراهقة أو حتى في مرحلة البلوغ فمن المثير للاهتمام أن يكتشف في وقت مبكر.
وقد يقود هذا البحث إلى إدخال علاج دوائي أو وراثي قبل تشخيص مرض الفصام بحسب علمائه.
وتشرح بالما أنه يمكن دراسة البروتينات المتأثرة، إذ من المحتمل أن تصبح مؤشرات حيوية يمكن رصدها في الاختبارات الصحية.
ويعد تشخيص الأمراض المحتملة استباقيًا للحد منها هاجسًا يلازم الأطباء والباحثين العلميين، بهدف إيجاد الحلول الناجعة مبكرًا.
"إنجاز علمي"
وفي هذا الإطار، يوضح الطبيب النفسي فضل الشحيمي، أن الفصام يعد من حالات الاضطرابات النفسية الواسعة وتصيب 1% من السكان، مشيرًا إلى أن أي اكتشاف مبكر للفصام يحمي عددًا هائلًا من الناس من الإصابة به.
ويضيف في حديث لـ"العربي" من مدينة صور جنوب لبنان، أن الجين المسؤول عن الفصام، يبدأ مبكرًا حتى عند الأجنة، مشيرًا إلى أن العلم قد يكتشف هذا الجين ويحاول العمل عليه لوقف تأثيره بعد الولادة.
ويلفت الطبيب النفسي إلى صعوبة السيطرة على الجين المسبب للفصام، لكنه عدّ اكتشاف الجين المسؤول إنجازًا علميًا.
ويشدد الشحيمي على وجوب التركيز على المرأة الحامل الأكثر عرضة للإصابة بالفصام، الذي تصاب به وراثيًا، ويمكن في المستقبل عمل الخريطة الجينية لها لتحديد الجين المسؤول عن الفصام.
وعن المراهقين الذين يعانون من الفصام، يلفت إلى أنه يمكن البدء بالعلاج عند ظهور اضطرابات الذهان ما قبل المرض مبكرًا للحد من مضاعفات الفصام.