فاق حجم الخسائر والدمار في العدوان المستمر على قطاع غزة قدرات المنظمات المحلية المدنية التي تعمل في مجال العمل الإنساني، فلا المنقذون كانوا بالقدر الكافي، ولا المستشفيات والمنشآت الطبية ولا أي شيء.
لذلك تطوع كثيرون لمساعدة الضحايا رغم المخاطر الشديدة التي تحيط بهذا العمل. وعمرو أبو قاسم، هو أحد هؤلاء الذين تطوعوا لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، رغم عدم امتلاكه خبرة طويلة في هذا المجال.
وحينما سئل عن حماسته للذهاب إلى أماكن القصف لإنقاذ الناس، أجاب: "إنه يتخيّل حين حصول قصف على أي مكان كأنه يحدث على منزلهم فيذهب للمساعدة".
وبالفعل، لم يستثن القصف الإسرائيلي منزل عمرو، فتحقق ما كان يخشاه من أن يصبح ضحية قصف إسرائيلي يحتاج إلى من يساعده.
"لا نريد منكم شيئًا"
وبدأت القصة بدأت عندما قصف منزل عائلة الشاب أبو قاسم فاستشهد عدد من أفراد عائلته، وأصيب هو وعدد آخر إصابات بالغة.
حروق وصلت نسبتها في جسده إلى 45%، ويد معرضة للبتر بحاجة إلى تدخل جراحي وعلاجي عاجل دفعت عمرو لطلب المساعدة والإنقاذ.
بعد أسبوع من هذه المناشدة أعلنت آلاء شقيقة عمرو عن استشهاده، ونشرت عبر حسابها على إنستغرام، "لا نريد منكم شيئًا".
وحالة عمرو ليست الأولى، وللأسف قد لا تكون الأخيرة، إذ استشهد آلاف من أهالي غزة بسبب نقص الدواء والعلاج والمعدات الطبية، وانهيار القطاع الصحي في القطاع.
"صدمة وغضب"
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي خبر استشهاد عمرو؛ وأعرب روادها عن الصدمة والغضب بعد أن وصلت قصة عمرو ومناشدته، إلى كثير من الناس في أنحاء العالم، دون أن يتحرك أي منهم لمساعدته.
فقال تامر: " عمرو مثال لآلاف الشهداء نتيجة نقص العلاج والمعدات الطبية وانهيار القطاع الصحي".
أما رضوان فكتب مستنكرًا: "استمروا في مشاهدة الإبادة والحصار وإغلاق المعبر في وجه الجرحى والمصابين".
في حين غرّدت بلارا: "من انقذوا عمرو أبو قاسم، إلى عمرو أبو قاسم شهيدًا".