يتوجه نحو 162 مليون أميركي في الثلاثاء الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني هذا العام إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس السابع والأربعين للبلاد.
ويتنافس على رئاسة الولايات المتحدة، كل من الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترمب.
وتظهر آخر استطلاعات للرأي استمرار المنافسة المحمومة بين المرشحين لدخول البيت الأبيض في الولايات السبع الأساسية التي ستحسم نتيجة الاقتراع.
لماذا يوم الثلاثاء تحديدًا؟
كانت الولايات المتحدة منتصف القرن التاسع عشر دولة فلاحية بامتياز، حيث كانت الزراعة عصب الاقتصاد الأميركي، فكان أن تأثر تحديد يوم الاقتراع بدورتي الحرث والحصاد.
وجرى التوافق على نوفمبر شهرًا للتصويت، حيث تنتهي مواسم الحصاد، فيما لم يحن بعد فصل الشتاء.
خلال تلك الحقبة كان معظم الناس يعيشون في الريف، وكان التصويت يتطلب السفر لمسافات طويلة.
ولم يكن حينها ممكنًا اعتماد الإثنين يومًا للاقتراع، لأن ذلك سيتطلب السفر يوم الأحد وهو يوم عبادة لدى المسيحيين.
كما لم يكن ممكنًا اعتماد الأربعاء لأنه يوم سوق أسبوعي لدى المزارعين.
وجرى الاستقرار على هذا التاريخ عام 1845، إذ كانت الولايات قبل هذا التاريخ تحدد مواعيد الانتخابات وفق رزنامتها الخاصة، وضمن حيز زمني يمتد على مدار 34 يومًا.
وكانت عيوب كثيرة تشوب هذا النظام، فخلال تلك الفترة كان بإمكان نتائج التصويت المبكر في إحدى الولايات أن تؤثر على قرار الناخب في الولايات الأخرى التي لم تصوت بعد، لذا حاول المشرع وضع حد لهذا الأمر باعتماد يوم وشهر موحد للتصويت في عموم البلاد.
وبعد مرور أكثر من 150 عامًا لا يزال تاريخ الثلاثاء من نوفمبر الذي فرضته أجندة المزارعين موعدًا أساسيًا في الديموقراطية الأميركية.