احتلت صور ضحايا انفجار مرفأ بيروت، في الذكرى السنوية الأولى على وقوعه، صفحات التواصل الاجتماعي، وحديث الشارع اللبناني الذي يتحضر لتظاهرات مطالبة بالعدالة والمحاسبة، اليوم الأربعاء.
وكان الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس/ آب العام الماضي، أدى لمقتل أكثر من 200 شخص وجرح أكثر من 6500 آخرين، بعد انفجار 2750 طنًا من نيترات الأمونيوم، وعدّ أحد أكبر الانفجارات غير النووية في العالم.
واستعاد عدد من الناشطين قصة عاملَين مياومين في المرفأ، قضيَا جراء الانفجار، حيث كانا يعملان على إفراغ إحدى حمولات القمح لقاء أجر زهيد لإعالة عائلتيهما.
وكانت فرق الإغاثة قد عثرت على جثة العاملين إبراهيم الأمين وعلي مشيك بعد ثلاثة أيام على وقوع الانفجار.
ويعمل المياومون في المرفأ بأجر لا يتجاوز الـ40 ألف ليرة (دولاران وفق سعر السوق السوداء)، وقد عادا في وقت متأخر مساء الانفجار المرعب لتفريغ حمولة القمح مقابل 0.25 سنت أميركي فقط في الساعة.
وعلي مشيك هو أب لثلاثة أطفال، أكبرهم في سن الـ14 وأصغرهم في السابعة من العمر. وتطالب عائلته بالمحاسبة مع لجنة أهالي ضحايا الانفجار لفقدانها المعيل الوحيد الذي قضى وهو في الـ42 من العمر.
#الشهيد_علي_مشيك الرجل الذي مزج بدمه الطاهر قمحنا 🖤 pic.twitter.com/9R1o7jgZT0
— يوسف شرف الدين (@youssef_shd) August 4, 2021
من بين صور الضحايا، اميز صورةً شمسية صورة لرجل لم يعثروا له على صورةٍ في هاتف ربما لم يمتلك هاتفًا بكاميرا أو ربما لم يمتلك هاتفًا في الأصل صورة شمسية لا غير، ربما التقطها للحصول على إخراج قيد، لكنها بالتأكيد لم تكن لجواز سفر علي مشيك، رجع للمرفأ عشان 5000ل.ل إضافية#أحمد_الأمين pic.twitter.com/mVpWCmPcyK
— Abbassnourdeen (@Abbassnourdeen1) August 4, 2021
من أجل خمسة آلاف ليرة ..عاد علي مشيك، بعد دوامِه الذي ينتهي عند الخامسة، إلى الإهراءات كي ينقل بعض القمح. راح علي، وراح القمح، وراحت بيروت. الشهيد الأب #علي_مشيك#انفجار_مرفأ_بيروت pic.twitter.com/e2m1JE8cQu
— سِت الكُل (@SetelkolHatoum) August 4, 2021
وإلى جانب مشيك، استذكر العديد من الناشطين العامل الشاب إبراهيم الأمين الذي كان يتقاضى نفس أجر مشيك. وكان الأمين الضحية الأصغر سنًا بين العمال في المرفأ (19 عامًا)، وقد لجأ للعمل في إفراغ حمولات القمح لإعالة والدته ووالده المريض، بحسب تصريحات الأم حينها.
"ابراهيم مش عارفة كيف بدي عيش بلاه ابني عمرو ١٩ سنة، صُرف من شغلو بالجامعة اشتغل بالمرفأ ب ٢٢ الف ليرة بالنهار، بيصرف عليي وعبيو المريض، خيو وصلو اول يوم عالشغل ما بيعرف الطرقات، بيقبض معاشو بحطو بحضن بيو، والله انا بعطيه مصروفو ٥ الاف" الشهيد ابراهيم الأمين #انفجار_المرفأ pic.twitter.com/f6V56iz1dK
— عُمَرْ 🇱🇧 (@omaromaruv) August 4, 2021
لو كان الإنفجار اليوم وتغير تاريخه سنةً كاملة وأصبح بتاريخ الرابع من آب من سنة ٢٠٢١، لما ذهب "علي مشيك" و"إبراهيم الأمين" إلى المرفأ مقابل ٥٠٠٠ ليرة لبنانية، لما ماتوا لأجل مبلغٍ تحول بعد سنةٍ واحدةٍ إلى عدم. pic.twitter.com/Vy0wX32VFS
— HoussainHaidar (@HaidarHoussain) August 3, 2021