Skip to main content

قصف عنيف على قطاع غزة.. الاحتلال يأمر بعمليات إخلاء في خانيونس

الأحد 10 ديسمبر 2023
أسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عن استشهاد 17700 فلسطينيًا - رويترز

بعد ليلة من القصف العنيف، تستيقظ غزة على نهار آخر من العدوان الإسرائيلي لا يقل عنفًا عن سابقه.

جيش الاحتلال الذي قصف القطاع الفلسطيني المحاصر من الشمال إلى الجنوب، استهدف مدينة خانيونس.

وتحدث الصحافي أحمد البطة لـ"العربي" عن قصف على عدد من أحياء المدينة، لافتًا إلى أن القذائف تستهدف وسط خانيونس وشرقها وشمالها. 

وقال: إن قوات الاحتلال تواصل ارتكاب المجازر في منازل المواطنين عبر استهدافها دون سابق إنذار، وإبادة أحياء سكنية بأكملها.

وبينما ذكر أن أكثر من خمسة أيام مرت على بدء الاحتلال عملية برية في خانيونس، أشار إلى ما أعلنته وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل 80 من جنوده في المدينة. 

وأمس السبت، أمر الاحتلال السكان بمغادرة وسط خانيونس، فعبّروا عن خشيتهم من أن تكون أوامر الإخلاء الجديدة إيذانًا بشن هجوم آخر.

ونقلت وكالة "رويترز" عن زينب خليل (57 عامًا)، التي نزحت مع 30 من أقاربها وأصدقائها في خانيونس قرب شارع جلال حيث أمرت قوات الاحتلال السكان بالمغادرة، قولها: "قد تكون مسألة وقت قبل أن يقتحموا منطقتنا أيضًا. كنا نسمع القصف طوال الليل".

وتابعت: "في الليل لا ننام خوفًا من قصف المكان فنضطر للهروب حاملين الأطفال. وفي النهار تبدأ مأساة أخرى وهي: كيف نطعمهم؟".

وفي خانيونس أيضًا، وصلت أعداد من الشهداء والجرحى خلال الليل إلى مستشفى ناصر المكتظ.

وهرع مسعف من سيارة الإسعاف وهو يحمل جسد طفلة ترتدي زيًا وردي اللون. وفي الداخل، كان الأطفال الجرحى يبكون ويتلوون من الألم على الأرض، بينما سارعت طواقم التمريض إليهم لتهدئتهم. 

وأجبر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أسفر عن استشهاد 17700 فلسطينيًا، الغالبية العظمى من السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على ترك منازلهم. وقد نزح العديد منهم عدة مرات. 

الاحتلال يواصل استهداف المستشفيات

في غضون ذلك، يواصل الاحتلال استهداف المستشفيات والطواقم الطبية في القطاع الفلسطيني المحاصر.

ففي شمال غزة، نقلت وكالة "رويترز" عن أحد المسعفين العاملين بسيارات الإسعاف في حي الشجاعية قوله إن طواقم الإسعاف لا تتمكن في كثير من الأحيان من الاستجابة للمكالمات التي يتلقونها من الجرحى.

وتحدث المسعف، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، عن تعرض فرق الإسعاف لإطلاق النار من قبل الاحتلال في الأيام الماضية عند محاولتها التوجه إلى موقع الجرحى.

بدوره، أشار محمد صالحة وهو مدير في مستشفى العودة إلى أن قوات الاحتلال حاصرت المستشفى لأيام بالدبابات، وأطلقت النار على الذين حاولوا الدخول أو الخروج. وأضاف أنهم قتلوا امرأة بالرصاص في الشارع وعاملًا في المستشفى كان يقف عند نافذة.

كما أعلن مستشفى يافا في دير البلح بوسط قطاع غزة، أنه توقف عن العمل أول من أمس الجمعة بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت به عندما قصفت إسرائيل مسجدًا مجاورًا.

"صمود الرأي العام العالمي"

وفي تصويت بالأمم المتحدة الجمعة، أيّد 13 من أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة، بينما استخدمت واشنطن حق النقض (فيتو) ضد مشروع القرار وامتنعت بريطانيا عن التصويت.

لكن العاصمة البريطانية لندن، شهدت خروج عشرات الآلاف من المتظاهرين المطالبين بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وفي هذا الصدد، تحدث مدير مركز العودة الفلسطيني طارق حمودة، عن المظاهرات التي تخرج في كل مكان في العالم بعد أكثر من 60 يومًا على العدوان، وعن قدرة الرأي العام العالمي على الصمود واستمرار الزخم حتى الآن مع تزايد في الأعداد كل أسبوع.

واعتبر أن هذا الأمر يعكس حجم الجريمة التي يرتكبها الاحتلال، ومأساوية الموقف الأوروبي لا سيما البريطاني، وكذلك الأميركي، الذي يرفض مجرد المطالبة بوقف إطلاق النار.

وأشار إلى أن حالة المعارضة تلك لمطلب إنساني يكاد يتفق عليه كل من لديه حس إنساني أو ضمير بشري هو ما أجج الشارع أكثر، لافتًا إلى انضمام فئات لم تكن في إطار حركة التضامن العالمية لصالح الفلسطينيين، وهم ممّن لا يدخلون عادة في الاستقطابات.

وأضاف حمودة أن استطلاعات الرأي تعكس حجم الدعم العالمي في الشارع للقضية الفلسطينية.

وبينما توقف عند تحذير مركز "العودة الفلسطيني" من انتهاكات جنسية بحق المدنيين في قطاع غزة، شرح أنه ليس تحذيرًا عابرًا بل يستند إلى وثائق وحقائق وإلى سجل طويل من الانتهاكات الإسرائيلية يجب على المنظمات الدولية التنبّه له فتقوم بحماية المدنيين.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة