في اليوم الرابع والستين على العدوان الإسرائيلي على غزة، تعرضت مناطق القطاع لقصف عنيف، بينما توالت المواقف إزاء الفيتو الأميركي الذي عطل قرارًا يدعو إلى وقف إطلاق النار في القطاع.
وبينما ارتفعت حصيلة العدوان إلى 17700 شهيد و48780، أشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 20 مجزرة مروعة، وأباد عائلات بكاملها خلال الساعات الماضية.
واستهدف القصف الإسرائيلي مدينة غزة، ومخيم جباليا شمال قطاع غزة، وخانيونس جنوب القطاع، وكذلك حي الشجاعية شرق غزة، ودير البلح وسط القطاع.
ولم تستثن الجرائم الإسرائيلية الصحافيين وعائلاتهم، حيث أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة استشهاد الصحفية الفلسطينية علا عطا الله، في غارة إسرائيلية استهدفت المكان الذي نزحت إليه برفقة عائلتها بحي الدرج، شرقي مدينة غزة.
في غضون ذلك سُجلت مواجهات عنيفة بين القوات الإسرائيلية المتوغلة في القطاع ومقاتلي المقاومة الذين استهدفوا الجنود والآليات الإسرائيلية بأسلحة مختلفة.
واعترف الجيش الإسرائيلي مساء السبت بمقتل 4 من جنوده في معارك جنوبي قطاع غزة، وخامس متأثرًا بجراحه في هجوم طوفان الأقصى.
وبذلك ترتفع حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي، إلى 425، وفق بيانات الجيش.
وبينما يتكبد الجيش الإسرائيلي المزيد من الخسائر في معاركه داخل غزة، سارعت الإدارة الأميركية لمد إسرائيل بذخائر حربية.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون": إن إدارة الرئيس جو بايدن "استخدمت صلاحيات للطوارئ للسماح ببيع نحو 14 ألفًا من قذائف الدبابات لإسرائيل دون مراجعة الكونغرس".
المقاومة تضرب أهدفًا عسكرية إسرائيلية
وأعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة السبت ضرب أهداف عسكرية إسرائيلية بالقطاع و"تحقيق إصابات مباشرة".
وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي: "استهدفنا آلية عسكرية إسرائيلية بقذيفتي تاندوم، وكان يحتمي بها عدد من الجنود، وحققنا فيهم إصابات مباشرة في محور الشيخ رضوان غربي (مدينة) غزة".
بدورها، كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أعلنت "استهداف غرف قيادة العدو (الإسرائيلي) في المحور الجنوبي لمدينة غزة، بقذائف الهاون من العيار الثقيل".
وقالت في بيان، إنها استهدفت أيضًا "دبابة ميركافا صهيونية في محور شرق مدينة خانيونس (جنوب) بقذيفة الياسين 105".
وأضافت أنها دكت مجددًا تجمعات "قوات العدو المتوغلة في محور شمال مدينة خانيونس، بقذائف الهاون"، فضلًا عن قصف مستوطنة "ماغين" الإسرائيلية في غلاف غزة برشقة صاروخية.
وفي وقت لاحق قالت "القسام"، في بيان آخر، إن مقاتليها تمكنوا من "تدمير ناقلة جند صهيونية بعبوة شواظ واشتعال النيران فيها شمال مدينة خانيونس".
كما تمكنوا من استهداف 4 آليات عسكرية صهيونية بقذائف "الياسين 105" شرق حي الزيتون بمدينة غزة، وفق بيان مقتضب آخر.
إدانات دولية للفيتو الأميركي ضد وقف إطلاق النار بغزة
سياسيًا، توالت المواقف بعد تعطيل الولايات المتحدة مساء الجمعة قرارًا يدعو في مجلس الأمن إلى وقف إطلاق النار في غزة عبر استعمال حق النقض الفيتو.
وفي هذا الإطار، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن مجلس الأمن الدولي أصبح "مجلس حماية إسرائيل"، وقال: "في كل يوم يتم انتهاك إعلان حقوق الإنسان في غزة".
ودانت حماس الخطوة الأميركية. وقال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" عزت الرشق، في بيان على تلغرام: "عرقلة الولايات المتحدة صدور قرار بوقف النار، مشاركة مباشرة للاحتلال في قتل أبناء شعبنا، و(دعوة) لارتكاب المزيد من المجازر والتطهير العرقي".
بدوره، أشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى أن استخدام واشنطن حق النقض "الفيتو" بمجلس الأمن الدولي لمنع قرار يدعو لوقف "فوري" لإطلاق النار في غزة، يعد "عدوانيًا وغير أخلاقي".
وقالت أفريل بينوا، المديرة التنفيذية لمنظمة أطباء بلا حدود في الولايات المتحدة: إن استخدام واشنطن لحق النقض "الفيتو" يجعلها "متواطئة في المذبحة" بالقطاع.
في المقابل، عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن امتنانه للولايات المتحدة، وقال: "يجب على الدول الأخرى أن تدرك أيضًا أنه من المستحيل دعم القضاء على حماس من جانب والدعوة إلى إنهاء الحرب من جانب آخر، الأمر الذي سيمنع القضاء على حماس".
على الصعيد الإنساني، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني السبت، دخول 100 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، من معبر رفح الحدودي مع مصر.
وكشف المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أن مستشفيات جنوب القطاع "فقدت قدراتها الاستيعابية وعاجزة أمام الأعداد الهائلة من الجرحى وعشرات الجرحى يفقدون حياتهم".
وتضامنًا مع غزة، أعلن الحوثيون السبت أنهم سيمنعون مرور السفن المتوجّهة إلى الموانئ الإسرائيلية، عبر البحر الأحمر ما لم يتمّ إدخال الأغذية والأدوية إلى القطاع.
مسيرات تضامنية مع غزة حول العالم
إلى ذلك، لم تغب القضية الفلسطينية على هامش مؤتمر المناخ، حيث طالب مئات الأشخاص السبت بوقف إطلاق النار "الآن" في غزة خلال مسيرة مطالبة بالعدالة المناخية، هي الأكبر التي تُنظّم خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المنعقد في الإمارة.
وشهدت العاصمة البريطانية لندن مسيرة ضخمة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، حيث ردد المحتجون هتافات منددة بالقصف الإسرائيلي وإخفاق مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة في إقرار مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.
وفي العاصمة الألمانية برلين نظمت السبت، وقفة احتجاجية تنديدًا بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر.
وشارك متظاهرون عصر السبت في مسيرات في باريس وغيرها من المدن الفرنسية مثل ستراسبورغ ومرسيليا للتعبير عن تضامنهم مع غزة وللمطالبة بوضع حد للحرب الإسرائيلية.
وفي العاصمة النمساوية فيينا، تجمع آلاف الأشخاص أمام دار الأوبرا، رافعين علم فلسطين ولافتات كتب عليها "أوقفوا الاحتلال في غزة"، و"وقف إطلاق نار دائم"، و"إسرائيل الإرهابية".
وشهدت العاصمة البلجيكية بروكسل، تنظيم مراسم تأبين لضحايا الهجمات الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية بفلسطين.
أما في تونس، فشارك عشرات الأشخاص بالعاصمة السبت، في مسيرة نصرة للقضية الفلسطينية وتنديدًا بـ"انتهاك حقوق الإنسان" في قطاع غزة.
